لقيت العدو ، فعصمني الله من الهزيمة والفرار ، وذهب من نفسي ما كنت أعرف من حبي الشهادة ، فلما أن أخبرت أن إخواني دعوا لي بالسلامة علمت أنه قد استجيب لهم ، قالوا : وكان مع يزيد بن أبي سفيان كما أوصاه أبو بكر ، فشدّ الله به وبمن كان معه أعضاد المسلمين ، وفتّ بهم أعضاد المشركين.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى التّستري ، نا خليفة العصفري (١) ، قال : فتحت قيسارية أميرها معاوية بن أبي سفيان ، وسعيد بن عامر بن حذيم كلّ أمير على جنده ، فهزم الله المشركين وقتل منهم مقتلة عظيمة ، وقال ابن الكلبي : وذلك سنة تسع عشرة ، وقال ابن إسحاق : سنة عشرين.
وقال خليفة (٢) في تسمية عمال عمر : وولّى سعيد بن عامر بن حذيم حمص.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا محمّد بن عمر ، نا سعيد بن عبد الرّحمن الجمحي قال : لما مات عياض بن غنم ، وولّى عمر بن الخطاب سعيد بن عامر بن حذيم عمله ، وكان على حمص وما يليها من الشام ، وكتب إليه كتابا يوصيه فيه بتقوى الله ، والجدّ في أمر الله والقيام بالحق الذي يجب عليه ، ويأمره بوضع الخراج والرفق بالرعيّة ، فأجابه سعيد بن عامر على نحو من كتابه.
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها ، وابنه أبو الحسن علي ، قالا : أنا أبو الفضل بن الفرات ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك القرشي ، نا محمّد بن عائذ (٤) ، نا الوليد بن مسلم ، نا ابن لهيعة ، عن يونس قال : توفي أبو عبيدة بن الجرّاح فاستخلف ابن عمه وخاله عياض بن غنم ، فأقره عمر ، ثم توفي عياض بن غنم فأمّر مكانه سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي ، ثم توفي سعيد بن عامر فأمّر مكانه عمير بن سعد الأنصاري.
__________________
(١) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٤١ حوادث سنة ١٩١.
(٢) تاريخ خليفة ص ١٥٥.
(٣) طبقات ابن سعد ٤ / ٢٦٩.
(٤) بالأصل وم : «عائد» والمثبت قياسا إلى سند مماثل.