وذكره الذهبي في ميزانه ، وقال : بيض له ابن أبي حاتم مجهول.
١٣٠٨ ـ الزبير بن علي بن سيد الكل بن أبي صفرة : ويقال سيد الكل ، بن أبي الحسن بن قاسم بن عمار. الشرف الأزدي المهلبي ، الأسواني الشافعي ، نزيل المدينة ، وأخو حسن الماضي ، ووالد عبد الله ومحمد ، وجد أبي الحسن علي بن محمد بن موسى المحلي لأمه. من بيت صلاح وخير علم. كان مثل أخيه في الصلاح والدين ، وسلامة الباطن كان إماما في القراءات. نفع الله به الناس فيها. وأسمع الحديث. قال ابن فرحون ، وقال : سمعنا عليه «الشفاء» و «دلائل النبوة» للبيهقي ، مع السراج الدمنهوري وغير ذلك ، وكان فقيها شافعيا من أعظم الناس ديانة وعفة مع كثرة عيال ، يصلي في الروضة بجانب المنبر ، ويعز عليه إذا رأى أحدا في موضعه ، لكثرة ملازمته له متصديا للإقراء وأصم في آخر عمره. وحكى لي من أثق به : أنه جاء كتاب من مكة إلى الشمس صواب المغيثي ، أن يعطي الزبير مائة درهم ، ولم يعلم بما فيه أحد ، فحصل عند الطوشي من المائة نصفها فأرسلها إليه مع الجمال المطري. وكان يفرح بخدمة الصالحين ، وإدخال المسرة عليهم. فلما أتاه بالخمسين قال له : «قد بقي مثل ذلك» ، وردها. فرجع إلى المغيثي وحكى له ما جرى. فقال له : «صدق الشيخ ، هي مائة». ولكن لم تتيسر لي ، وأحببت تعجيل ما تيسر لي لينتفع به حتى يحصل الباقي ، فرجع الجمال إليه وأعلمه ، فقال : «ألم أقل لك»؟ فقال له : «فمن أين علمت هذا» فقال : «رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في المنام» ، فشكوت له حالي وفاقتي ، فأعطاني مائة. فلما أعطيتني خمسين علمت أن الرؤيا حق فطلبت الباقي فلا تلمني. وذكر لي : أنه كان يوما على فاقة ، فرأى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فأعطاه ستة عشر درهما. وقال له : «خذ هذه فأنفقها» ، والأمر أقرب من ذلك. قال : «فانتظرت ، فلم يأتني شي» ، فلما صليت الظهر صلّى إلى جنبي الشيخ أبو بكر الشيرازي ، فجعل تحت سجادتي شيئا ثم مضى ، وكان التعامل يومئذ بين الناس بالعلوية وهي قطيعات فضة مسكوكة باسم صاحب المدينة كل واحد صرفه سدس درهم ولم تكن يومئذ فلوس ، قال : فكشفت السجادة ، فوجدت علوية صرفها تلك العدة التي أعطانيها النبي صلىاللهعليهوسلم في المنام ، فحمدت الله وقلت : «الأمر أيسر من ذلك». فما فرغت حتى فتح الله بغيرها. وحكى عنه ابن صالح : أنه سمعه يقول كان والدنا لا يأتي أمنا إلا وهو على وضوء وبعد قراءة سورة الإخلاص ثلاثا. وحملت منها الثلاثة أعني حسنا ، وحسينا ، والزبير بعد ذلك ، رحمهمالله. ووصفه الأسنوي في ترجمة أخيه النجم حسين ، من طبقاته هو وأخوه حسن بالصلاح والعلم ، إن هذا قرأ بالسبع وسكن المدينة ، وإن حسنا مات بالمدينة قبل أخيهما حسين بنحو خمسة عشر سنة ، انتهى. وقد حدث الزبير هذا بالمدينة في سنة سبع وثلاثين وسبعمائة بالشفاء ، حمله عنه جماعة وممن أخذه عنه أبو عبد الله بن مرزوق ، وكذا سمع عليه عبد الله بن محمد بن أبي القاسم بن