فرحون اليعمري. وذكره شيخنا في الدرر ، فقال : أبو عبد الله المقري ، شرف الدين. أخو حسين المتقدم ذكره ، ولد سنة ستين وستمائة ، وسمع قطعة من «المطر» لابن دريد على العز الحراني ، وسمع الشفاء من ابن تاميث في ذي الحجة سنة خمس وسبعين ، وسمع أيضا من الرشيد أبي بكر محمد وأبي الحسن ابني عبد الحق بن مكي بن الرماص ، وحدث. ذكره ابن رافع في معجمه وأورد عنه بالإجازة ، وقال : كان خيرا صالحا متصدرا للإقراء بجامع عمرو بمصر ، ثم انتقل إلى المدينة النبوية وحدث بها ، قلت وحدثنا عنه محمد بن علي السحولي بمكة بالسماع ، ومات في صفر سنة ثمان وأربعين وسبعمائة.
١٣٠٩ ـ الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب ، أبو عبد الله وأبو الطاهر : القرشي ، الأسدي ، وأمه صفية ابنة عبد المطلب عمة النبي صلىاللهعليهوسلم ، ابن عمة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وصاحبه وحواريه وأحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالجنة ، وتوفي وهو عنهما راض. وأحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة في أحدهم ، وسابع من في المدنيين لمسلم. أسلم بعد أبي بكر الصديق بيسير وهاجر إلى الحبشة والمدينة ، وكان ممن دخل المدينة قبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولم يتخلف عن غزوة غزاها النبي صلىاللهعليهوسلم. وكان عليه يوم بدر عمامة صفراء ، وكان معتجرا بها فيقال : إنها كانت يومئذ سيما الملائكة ، وقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «ارم فداك أبي وأمي». وقال ابنه عبد الله : إنه لم يل إمارة قط ، ولا جباية ، ولا خراجا ، ولا شيئا. وقال : فيه حسان :
وإن امرءا كانت صفية أمه |
|
ومن أسد في بيته لمرقل |
له من رسول الله قربى قريبة |
|
ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل |
وكم كربة ذب الزبير بسيفه |
|
عن المصطفى والله يعطي ويجزل |
وكان رضياللهعنه كثير أفعال الخير والرزق. أوصى إليه عثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، والمقداد بن الأسود ، وابن مسعود ، وعبد الله بن عمرو ، وأبو العاص بن الربيع ، فكان يحفظ على أولادهم مالهم ، وينفق عليهم من ماله ، ولما امتنع من قبول وصية مطيع بن الأسود قائلا له : «إن في قومك من ترضى» ، قال له مطيع : «إنك دخلت على عمر وأنا عنده ، فلما خرجت» قال : «نعم ولي تركة المرء المسلم» ، فقبل حينئذ. وكان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج ، فما يدخل بيته منها درهم بل يتصدق بذلك كله ، وبارك الله في تجارته ، بل بارك في تركته حتى قامت بدينه ، وفضل منها فضل كبير لورثته ، والقصة بذلك مشهورة. ولم يدع دينارا ولا درهما إلا أربعين سهما بالغابة ، وإحدى عشر دارا بالمدينة ودارين بالبصرة ، ودارا بالكوفة ، وأخرى بمصر. وشهد يوم الجمل ، ثم انفصل عن المعركة بعد قليل إلى موضع يعرف بوادي السباع قريبا من البصرة ، فقتل به يوم الخميس لعشر خلون من جمادي الأولى سنة ست وثلاثين ، وفي هذا اليوم كانت الواقعة ، وكان سبب