إبراهيم الحنظلي يقول : أصح الأسانيد كلها الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، قال : وأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني الحسين بن عبد الله الصيرفي ، حدّثني محمّد بن حمّاد الدورني (١) ـ بحلب ـ أخبرني أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست ، نا حجّاج بن الشاعر ، قال : اجتمع أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وعلي بن المديني في جماعة معهم ، اجتمعوا فتذاكروا أجود الأسانيد الجياد ، فقال رجل منهم : أجود الأسانيد شعبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيّب ، عن عامر أخي أم سلمة ، عن أم سلمة ، وقال علي بن المديني : أجود الأسانيد ابن عون ، عن محمّد ، عن عبيدة عن علي ، وقال أبو عبد الله : الزهري عن سالم ، عن أبيه ، وقال يحيى : الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، فقال له إنسان : الأعمش مثل الزهري؟ فقال : برئت من الأعمش أن يكون مثل الزهري ، الزهري يرى الفرض والإجازة ، وكان يعمل لبني أمية ، وذكر الأعمش فمدحه ، فقال : فقير صبور مجانب للسلطان ، وذكر علقمة بالقرآن وورعه.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، ثنا الحسين بن الفهم ، قال : وقرئ على سليمان بن إسحاق بن الخليل ، نا الحارث بن أبي أسامة ، قالا : أنا محمّد بن سعد (٢) ، أنا روح بن عبادة ، وعمرو بن عاصم الكلابي ، قالا : نا همّام بن يحيى ، عن عطاء بن السائب ، قال : دفع الحجاج إلى سالم بن عبد الله سيفا وأمره بقتل رجل ، فقال سالم للرجل : أمسلم أنت؟ قال : نعم ، امض لما أمرت به ، قال : فصلّيت اليوم صلاة الصبح؟ قال : نعم ، قال : فرجع إلى الحجاج فرمى إليه بالسيف وقال : إنه ذكر أنه مسلم ، وأنه قد صلّى صلاة الصبح اليوم ، وأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله» ، قال الحجاج لسنا نقتله على صلاة الصبح ، ولكنه ممن أعان على قتل عثمان ، فقال سالم : هاهنا من هو أولى بعثمان مني ، فبلغ ذلك عبد الله بن عمر ، فقال : ما صنع سالم؟ قالوا : صنع كذا وكذا ، فقال ابن عمر : مكيّس مكيّس (٣) [٤٦٠٠].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسن بن بشران ،
__________________
(١) كذا رسمها ، وفي م : «الدوري».
(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ١٩٦ ونقله الذهبي في السير من طريق همام عن عطاء ٤ / ٤٦٦.
(٣) مكيس أي كيس ، معروف بالعقل ، وفي م : ملبس ملبس.