عبّاد ، نا أبو عقيل بشر بن عقبة ، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير (١) ، قال : لما استبيحت المدينة ـ يعني يوم الحرّة ـ دخل أبو سعيد الخدري غارا فدخل عليه رجل من أهل الشام فقال : اخرج ، فقال : لا أخرج وإن تدخل عليّ أقتلك ، فدخل عليه فوضع أبو سعيد السيف وقال : (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ ، وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ)(٢) قال : أنت أبو سعيد؟ قال : نعم ، [قال :](٣) استغفر لي [قال :](٤) غفر الله لك.
قال : ونا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني يعقوب بن محمّد ، عن هند بنت سعيد بن أبي سعيد ، عن أبيها ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :
لزمت بيتي ليالي الحرّة فلم أخرج ، فدخل عليّ نفر من أهل الشام فقالوا : أيها الشيخ اخرج ما عندك ، فقلت : والله ما عندي ، قال : قال : فنتفوا لحيتي وضربوني ضربات ، ثم عمدوا إلى بيتي فجعلوا ينقلون ما خفّ لهم من المتاع ، حتى إنهم يعمدون إلى الوسادة والفراش فينفضون صوفها ويأخذون الظرف ، حتى لقد رأيت بعضهم أخذ زوج حمام كان في البيت ، ثم خرجوا.
قال : وأنا محمّد بن سعد ، أنا عفان بن مسلم ، وموسى بن إسماعيل ، قالا : نا سعيد بن زيد ، نا أبو عبد الله الشقري ، حدّثني إسماعيل بن رجاء بن ربيعة ، عن أبيه قال : كنا عند أبي سعيد الخدري في مرضه الذي توفي فيه وهو ثقيل ، قال : فأغمي عليه قال : فلما أفاق قلنا : الصلاة يا أبا سعيد فقال : كفاني ـ يعني ـ كفاني ما قد صلّيت ـ.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوة (٥) ، أنا أبو الحسن اللبناني ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا إسحاق بن إسماعيل ، نا وكيع بن الجرّاح ، نا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ، عن عمته أم النعمان بنت مجمع ، عن ابنة أبي سعيد الخدري ، قالت (٦) : لما حضر أبو سعيد بعث إلى نفر من
__________________
(١) انظر الإصابة ٢ / ٣٥.
(٢) سورة المائدة ، الآية : ٢٩.
(٣) ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح.
(٤) ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح.
(٥) ضبطت عن تبصير المنتبه.
(٦) بالأصل : قال.