قال : أجل والله إني لابن مسعود وإنك لابن حمنة ، فقال لهما هاشم بن عتبة : إنكما صاحبا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينظر الناس إليكما. فطرح سعد عودا كان في يده ثم رفع يده فقال : اللهم رب السموات ، فقال له عبد الله : قل قولا ولا تلعن ، فسكت ، ثم قال سعد : أما والله لو لا اتقاء الله لدعوت عليك دعوة لا تخطئك (١).
أخبرنا أبو محمّد بن صابر وغيره ـ إذنا ـ قالا : أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، ثنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو طالب بن حمامة ، أنبأنا أبو عمر (٢) بن حيّوية ، أخبرنا أبو بكر بن الأنباري ، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، ثنا علي بن عبد الله ، ثنا سفيان ، عن إسماعيل قال : سمعت قيسا يقول : رأيت عبد الله بن مسعود جاء إلى سعد بن أبي وقاص يتقاضاه شيئا اقترضه من بيت المال فجرى بينهما تنازع حتى أقبل سعد على القبلة وقال : لأدعون عليك دعوة لا تخطئك. فرأيت عبد الله بن مسعود قد فرق وقال : يا هذا قل قولا ولا تلعن ثم سكن الأمر بينهما ، فقال هاشم بن عتبة لهما : إنكما لعمري صاحبا رسول الله صلىاللهعليهوسلم اللذان ينظر إليهما ، فرأيته ـ يعني عبد الله ـ قد مضى وكأنه ينشد.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أخبرنا رشأ بن نظيف ، أنبأنا الحسين بن إسماعيل بن محمّد ، حدثنا أحمد بن مروان ، ثنا يوسف بن عبد الله الحلواني ، ثنا الحميدي ، عن سفيان بن عيينة ، عن إسماعيل بن خالد ، عن قيس بن أبي حازم أن النبي صلىاللهعليهوسلم دعا لسعد بن أبي وقاص فقال :
«اللهم أجب دعوته وسدّد رميته» قال سفيان : فولي أمر الناس بالقادسية ، وأصابه خراج فلم يشهد يوم الفتح ـ يعني فتح القادسية ـ فقال رجل من بجيلة (٣) :
ألم تر أن الله أظهر دينه |
|
وسعد بباب القادسية معصم |
فأبنا وقد آمت نساء كثيرة |
|
ونسوة سعد ليس فيهنّ أيّم |
__________________
(١) نقله الذهبي في السير ١ / ١١٤ من طريق أسد بن موسى.
وإسماعيل هو بن أبي خالد الأحمسي ، وقيس هو ابن أبي حازم.
وذكره الهيثمي في المجمع ٩ / ١٥٤.
(٢) بالأصل : عمرو ، خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مرّ.
(٣) البيتان في العقد الفريد ١ / ٤٤ والطبري ٢ / ٤٣٢ ط بيروت. والكامل في التاريخ لابن الأثير ٢ / ٤٦٩ وسير الأعلام ١ / ١١٥ والوافي بالوفيات ١٥ / ١٤٧.