قلانس ولا قمص نمشي في تلك السباخ (١) حتى جئنا ، فاستأخر قومه من حوله حتى دنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه الذين معه. رواه مسلم عن ابن المثنى (٢).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدّثني أبي ، ثنا يزيد.
ح وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٤) ، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالت : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، ثنا زهير ، حدّثنا يزيد بن هارون ، ثنا عباد بن منصور ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :
لما نزلت (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً)(٥) قال سعد بن عبادة ـ وهو سيد الأنصار ـ : أهكذا أنزلت يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«يا معشر الأنصار ، ألا تسمعون إلى ما يقول سيدكم؟» قالوا : يا رسول الله ، لا تلمه فإنه رجل غيور ، فو الله ـ وفي حديث أبي يعلى : والله ـ ما تزوج امرأة قط إلّا بكرا ، وما ـ وفي حديث أبي يعلى : ولا ـ طلق امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته ، فقال سعد : والله يا رسول الله ، إني لا أعلم أنها حقّ وأنها من الله ـ وقال أبو يعلى : من عند الله ـ ولكني قد تعجبت أني لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء ، فو الله لا آتي بهم حتى يقضي حاجته ، قال : فما لبثوا إلّا يسيرا [حتى](٦) جاء هلال بن أمية ، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم فجاء من أرضه عشاء فوجد عند أهله رجلا فذكر الحديث في اللّعان بطوله.
__________________
(١) السباخ جمع سبخة ككلبة ، مخفف سبخة ككلمة ، وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ، ولا تكاد تنبت إلّا بعض الشجر (النهاية).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه ، ١١ كتاب الجنائز ، حديث ٩٢٥.
(٣) مسند أحمد ١ / ٢٣٨.
(٤) مهملة بدون نقط بالأصل والصواب ما أثبت وضبط ، وقد مضى التعريف به.
(٥) سورة النور ، الآية : ٤.
(٦) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن المسند.