بكر بن المقرئ ، أنا أبو الطّيّب ، أنا أبو الفضل الزهري ، ثنا عمي ، عن أبيه سعد : أن رجلا من بني عبد الله بن عامر بن كريز أتاه وعليه جبّة صوف تحت قميص فانتهره قال : ما هذا؟ قال : أصلحك الله صوف وعليها قميص فقال له : ما هذه الشهرة انزعها عنك.
قال : وحدّثني عمي ، عن أبيه قال : أتى أبي أبا الزناد وهو عامل أمير المدينة كاتبا له على أمره ، فلما رآه أبو الزناد قال : أمتع الله بك ، قال : تنظرون بعض أعمالكم هذه من الصدقات فيولون بعضها فقال له : نعم ، أمتع الله بك هذه الأعمال بين يديك فاختر منها قال : وأتى أبو الزناد صاحبه فأخبره بما طلب سعد فأمره أن يفرشه أعماله فيختار منها ما يشاء ، ففعل ، فاختار عجز بني طلاب فخرج عليها عامه ذلك ثم أرجع ، فلما كان العام المقبل كتب أبو الزناد عهده على عمله الذي كان عليه فقال : لا حاجة لنا فيه قال : فلقيه أبو الزناد فقال : ما أعجب أمرك جئتنا عام أول ، قال : جئتكم عام أول وعليّ دين وقد لزمتنا مئونة ، قد قضى الله الدين وكفا المئونة وعندنا بقية بعد ولا حاجة لنا في عملكم (١).
قال : وحدّثنا أبو الفضل قال : وفي (٢) سعد يقول الشاعر :
أسعد بن إبراهيم خمس مناقب : |
|
عفاف وعدل فاضل وتكرّم |
ومجد وإطعام إذا هبت الصفا |
|
وأمر بمعروف إذا الناس أحجموا |
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، ثنا أحمد بن [محمّد بن](٤) سنان ، ثنا محمّد بن إسحاق الثقفي ، حدّثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري ، حدّثني عمي يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، ثنا أبي قال : كنت أقرأ على أبي سعد جزئي (٥) ومعه عبد الله بن الفضل الهاشمي وكان من المعدودين وممن يؤخذ عنه العلم ، قال يعقوب : فأنشدني أبي أبياتا لرجل امتدح بها سعد بن إبراهيم :
أقلي عليّ اللوم يا أم حاطب (٦) |
|
فظني بسعد خير ظنّ بغائب |
فظني به في كل أمر حضرته |
|
إذا ما التقينا خير ظن بصاحب |
__________________
(١) الخبر نقله وكيع في أخبار القضاة عن مصعب بن عبيد الله الزبيري ، باختلاف الرواية ١ / ١٥١.
(٢) بالأصل وم : «واسعد» ولعل الصواب ما قدّرناه.
(٣) الخبر في حلية الأولياء ٣ / ١٦٩.
(٤) الزيادة عن الحلية وما بين معكوفتين سقط من الأصل وم.
(٥) في الحلية : حزبي.
(٦) في الحلية : حاجب.