ونعظمه ونوقره ببعثة النبى صلىاللهعليهوسلم كذا أفاده العلامة الشامى فى سيرته ولفقد معنى الإرهاص بعد مجئ النبوة وثبوتها بالدلائل القطعية أملى للحجاج قيمة الله حتى خرب الكعبة ، ولم يعاقب بشىء وقال النجم الغيطى : فإن قيل أن الحجاج خرب الكعبة ولم يحدث شىء من ذلك فى الجواب أن ذلك وقع إرهاصا لأمر نبوة محمد صلىاللهعليهوسلم والإرهاص إنما يحتاج إليه قبل قدومه فلما ظهر صلىاللهعليهوسلم وتأكدت نبوته بالدلائل القطعية لم يحتج إلى شىء من ذلك بعد ، وقد يجاب عن ذلك بأن أبرهة قصد التخريب بالكلية ، وعدم عودتها فلذلك عوجل بالعقوبة ، والحجاج إنما قصد بالتخريب صورة بناء بن الزبير ، وإعادتها على حالتها الأولى فلذلك لم يحدث له شىء من ذلك قال العلامة الشامى إن قيل قد وقع فى زمن يزيد بن معاوية لما أرسل الحصين بن نمير فنصب المنجنيق على أبى قبيس وغيره من جبال الكعبة ورمى الكعبة وكسر الحجر الأسود ، واحترقت الكعبة حتى انهدم جدارها ، وسقط سقفها إلى غير ذلك فالجواب إنما لم يمنعوا لأن الدعوة قد تمت والكلمة قد بلغت والحجة قد ثبتت ، فأخر الله تعالى أمرهم إلى الدار الآخرة وقد أخبر صلىاللهعليهوسلم بوقوع الفتن وأن الكعبة ستهدم. انتهى وقد تقرر قدم تعظيم هذا الحرم حتى ممن لا يعقل فقد روى الأزرقى عن ابن أبى نهيج قال : لم يكن كبار الحيتان يأكل صغارها فى الحرم زمن الطوفان وروى ابن أبى الدينار فى ذم الملاهى عن حومرة بن أشما عن عمه قال حججت مع قوم فنزلنا منزلا ومعنا امرأة فنامت فانتبهت وحية مطوية عليها جمعت رأسها وذنبها بين ثديها فهالهن ذلك وارتحلنا فلم تزل مطوية عليها لا تضرها شيئا حتى دخلنا أنصاب الحرم فانسابت فدخلنا مكة فقضينا نسكا وانصرفنا حتى إذا كنا بالمكان الذى تطوقت عليها فيه الحية وهو المنزل الذى نزلنا فنامت فاستيقظت والحية مطوية عليها ثم صفرت الحية فإذا بالوادى يسيل علينا حيات فنهشتها حتي بقيت عظاما فقلت لجارية لها : ويحك أخبرينا عن هذه المرأة قالت : بغت ثلاث مرات كل مرة تلد ولدا فإذا وضعته سجرّت التنور ثم ألقته فيه وروى ابن أبى شيبة عن ابن شابط قال : كان الناس إذا كان الموسم بالجاهلية خرجوا فلم يبق واحد بمكة وأنه تخلف رجل سارق فعمد إلى قطعة من ذهب فوصفها ثم دخل ليأخذ