فليأخذ بالركن اليمانى وليسأل الله تعالى حاجته فإنه يعطى من سعته ثم قالوا لعبد الله بن الزبير : قم أولا فإنك أول مولود من الهجرة فقام فأخذ بالركن اليمانى ثم قال : اللهم إنك عظيم ترجى لكل عظيم أسألك بحرمة ص ١٤٦ وجهك وحرمة عرشك وحرمة نبيك صلىاللهعليهوسلم أن لا تميتنى من الدنيا حتى تولينى الحجاز ، ويستلم على بالخلافة ، وجاء جلس ثم قام أخوه مصعب فأخذ بالركن اليمانى فقال : اللهم إنك رب كل شئ ، وإليك كل شئ ، أسألك قدرتك على كل شئ أن لا تميتنى من الدنيا حتى تولينى العراق ، وتزوجنى سكينة بنت الحسين وجاء وجلس ثم قام عبد الملك بن مروان فأخذ بالركن وقال اللهم رب السموات السبع والأرض ذات النبات بعد القفر أسألك عبادك المطيعون لأمرك ، وأسألك بحرمة وجهك ، وأسألك بحقك على جميع خلقك ، وبحق الطائفين حول بيتك أن لا تميتنى حتى تولينى شرق الأرض وغربها ، ولا ينازعنى أحد إلا أتيت برأسه ثم جاء وجلس ، ثم قام عبد الله بن عمر حتى أخذ بالركن ثم قال اللهم يا رحمن يا رحيم أسألك برحمتك التى سبقت غضبك وأسألك بقدرتك على جميع خلقك أن لا تميتنى من الدنيا حتى توجب لى الجنة ، قال الشعبى فما ذهبت عيناى من الدنيا حتى رأيت كل واحد منهم قد أعط ما سأل وبشر عبد الله بن عمر بالجنة قال : يعش المتأخرين لقائل بأن يقول ما لا دليل على وجه البشرى ولم أر أحدا من المؤلفين فى هذا المعنى ذلك شيئا فاستدل به على ذلك ولا تعرض له فيما وقفت عليه ويحتمل أن يكون فى ذلك وجهان الأول أن سيدنا عبد الله بن عمر ـ رضى الله ـ تعالى عنه كان قد كف بصره بعد ذلك وقد وعد النبى صلىاللهعليهوسلم من ابتلاه بذلك الجنة كما فى صحيح البخارى الشافى إن الثلاثة لما أعطوا ما سألوا ، كان ذلك دليلا على إجابة دعاء الجميع إذ هو اللائق بكرم الله تعالى وسعة عطاءه وكان سيدنا عبد الله ـ رضى الله عنه ـ من الورع والزهد والعلم والصلاح بالمكانة التى لا تجهل كما فى مناقبه وحيث تقدم ذكر الحجاج ونقلته لابن الزبير فلا بأس بذكر القصة مفصلة فنقول : لما قتل عبد الملك بن مروان مصعب بن الزبير أخا عبد الله بن الزبير بالعراق واستولى عليها تقدم له الحجاج بن يوسف الثقفى وقال لعبد الملك : يا أمير المؤمنين قد رأيت فى المنام أنى أخذت ابن الزبير وسلخته فابعثنى إليه وولنى حربه فبعثه فى ألفين