من غزّة إلى يافا (١) كل ثانية تميل عن الأخرى عن وسط الشّمال (٢) [١٠ ب] شيئا يسيرا إلى الشّرق ، ثم إلى جبيل ثم إلى أنفة الشّام ثم إلى طرابلس الشّام ثم إلى انطرطوس (٣) ثم إلى مرقب (٤) ثم الى بلنياس بلدة المرقب ثم إلى بلدة وهي بليدة خراب ثم إلى جبلة (٥) ثم إلى اللاذقيّة ثم إلى السّويديّة (٦) ميناء أنطاكية ، وجميع هذه الأماكن المذكورة مدن على ساحل البحر أكثرها خراب وبعضها عامر ، وجميعها متقاربة الأطوال ومتفاوتة العروض كل ثان شمالي عن الأوّل وعرضه أكثر من عرضه.
وعند السّويديّة انتهاء تشريق هذا البحر ، ثم يرجع البحر من السّويديّة ويأخذ غربا وشمالا حتّى يتجاوز حدّ مملكة الإسلام ، ثم يأخذ شمالا ويمرّ على باب اسكندرونة (٧) وهو الحدّ بين المسلمين والأرمن ، ثم يمرّ على باياس (٨) ثم يأخذ غربا وشمالا إلى إياس ميناء بلاد الأرمن ، ثم يمرّ على سواحل طرسوس حيث الطّول ثمان وخمسون (٩) والعرض سبع وثلاثون ونصف ، ثم يمتدّ شمالا ومغربا حتّى يتجاوز حدود الأرمن عند الكرك بضمّ الكاف الأولى وسكون الرّاء المهملة وفي الآخر كاف ثانية ، ثم إذا تجاوز الكرك مرّ على سمت جبال التراكمين ، وهم تراكمين ابن قرمان ثم ابن الحميد وابن الأشرف ، ثم يسامت بلاد سليمان باشا ،
__________________
(١) في التقويم (٢٩): «كيفا».
(٢) وردت في جميع النسخ : «السماء» وما أثبتناه من التقويم.
(٣) في (س) و (ر): «انطرسوس».
(٤) في التقويم (٢٩): «مرقية» وهو تحريف.
(٥) في (ر): «جبيلة».
(٦) في (ر): «السويرية».
(٧) في الأصل و (س): «سكندونة» وفي (ر): «سكندرية».
(٨) وردت في جميع النسخ : «بانياس» والصواب ما أثبتناه من التقويم (٢٩).
(٩) في (س): «خمس وخمسون».