ذراعين أو لسانين من البحر (قد طعنا (١) في البرّ الشّماليّ ، وصار بين اللسانين المذكورين للبّر (٢) دخلة إلى الجنوب في البحر) (٣) ، وفي تلك الدخلة الطّور حيث الطّول نحو طول أيلة ، وعلى طرف اللسان الشّرقيّ أيلة وعلى طرف اللسان الغربيّ القلزم ، فأيلة شرقيّ القلزم وفيما بين القلزم وأيلة الطّور وهي جنوبيّ القلزم ، وأيلة على رأس الدخلة في البحر فبين الطّور وبين برّ مصر بحر ، وهو اللسان الذي على طرفه أيلة (٤) فمن الطّور إلى كل من البرّين في البحر قريب. وأمّا في البرّ ففيه بعد لأنّ المسافر من الطّور يحتاج أن يستدير على القلزم إن قصد ديار مصر أو يستدير على أيلة إن قصد الحجاز ، فالطّور جهته الشّماليّة مكشوفة متّصلة بالبرّ وباقي ثلاث جهاته يحيط بها البحر.
وبحر القلزم المذكور إذا تجاوز القصير اتّسع إلى جهتيّ الجنوب والشّرق حتّى يكون اتّساعه سبعين (٥) [٧ ب] ميلا ، وتسمّى تلك القطعة المتّسعة بركة غرندل ، بضمّ الغين المعجمة والرّاء المهملة وسكون النّون ثم دال مهملة ولام.
ذكر الخليج البربريّ
وهو خليج ينبعث من بحر الهند في جنوبيّ جبل المندب وجنوبيّ بلاد الحبشة ويأخذ مغرّبا حتّى يتّصل ببربرا في بلاد الزنج حيث الطّول ثمان وستون والعرض ست ونصف ، وفي القانون (٦) : عرض بربرا اثنتا عشرة درجة ، وطول هذا البحر من الشّرق إلى الغرب نحو خمسمائة ميل ، ويحكى عن أمواج هذا الخليج
__________________
(١) في الأصل : «طغنا» وفي (ب): «قطعنا».
(٢) في الأصل وفي (ب) و (ر): «البر» وما أثبتناه من التقويم (٢٥).
(٣) ما بين القوسين ساقط من (س).
(٤) في التقويم (٢٥): «وهو اللسان الذي على طرفه القلزم ، وكذلك بين الطور وبين برّ الحجاز بحر وهو اللسان الذي على طرفه أيلة». وفي (س): «على طرف أيلة».
(٥) وردت مكررة في الأصل.
(٦) أبو الريحان البيرونيّ ٢ : ٣٦.