كثير ، وكانت مصيبة عظيمة عمت بلاد الإسلام ، وخصت خراسان ، ولم يبق بلد إلا وفيه المأتم» (١).
وقد ساعد الإسماعيليون (الباطنيون) التتار على المسلمين ، وأرشدوهم إلى مواطن ضعفهم ، فكان ذلك من أسباب ظهور التتار وغلبتهم.
كما أن ابن العلقمي الرافضي وزير المستعصم بالله العباسي هوّن لهولاكو دخول بغداد ، وصرف كثيرا من جند المسلمين عن قتال التتار.
ولما دخل التتار إلى بغداد ، قام نصير الدين الطوسي الرافضي منجم هولاكو بإتلاف الكتب الشرعية الموجودة في مكتبات بغداد العظيمة ، قال ابن تيمية : «لما استولى التتار على بغداد ، وكان الطوسي منجما لهولاكو استولى على كتب الناس الوقف والملك ، فكان كتب الإسلام مثل التفسير ، والحديث ، والفقه ، والرقائق يعدمها ، وأخذ كتب الطب ، والنجوم ، والفلسفة ، والعربية ، فهذه عنده هي الكتب المعظمة» (٢).
فهذه نتف من عظائم الباطنيين ، وغلاة الرافضة ، تدل على زندقة أصحابها ، وخبثهم ، وعدائهم للإسلام والمسلمين.
(٤) جرائم العابثين المفسدين :
لقد كان لتلك الجرائم أثر كبير في ضعف الحركة العلمية ، وتأخرها ، قال ابن الأثير عند ذكره لحوادث سنة ٥٥٦ : «ذكر الفتنة بنيسابور وتخريبها : كان أهل العبث والفساد بنيسابور قد طمعوا في نهب الأموال ، وتخريب البيوت ، حيث خربوا نيسابور بالكلية ، ومن جملة ما خرب مسجد عقيل كان مجمعا لأهل العلم ، وفيه خزائن الكتب الموقوفة ، وكان من أعظم منافع نيسابور ، وخرب أيضا من مدارس الحنفية ثماني مدارس ، ومن مدارس الشافعية سبع
__________________
(١) الكامل ١١ / ٢٢٥.
(٢) مجموع الفتاوى ١٣ / ٢٠٧.