ـ العلماء : ليس ذكر اهتمام العلماء بإقامة المراكز العلمية من شرطي ـ كما سبق ـ ولكنني أذكر منهم هنا رجلين فقط عاشا في عهد الدولة الأيوبية ، وكان لهما دور بارز في هذا المضمار وهما :
(١) الشيخ أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي أخو الإمام موفق الدين ، الذي أنشأ مدرسة بصالحية دمشق ، وقد اعتنى بهذه المدرسة العلماء والناس من بعده فكانوا يزيدون في بنائها وأثاثها حتى صارت من أعظم المدارس في بلاد الإسلام ، ووقف أبو عمر عليها مكتبة عظمت كثيرا من بعده أيضا لأن العلماء كانوا يكثرون من وقف الكتب عليها.
وقد بقي من هذه المكتبة جملة كبيرة توجد الآن في المكتبة الظاهرية بدمشق.
(٢) والحافظ الكبير ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي الذي أنشأ بصالحية دمشق المدرسة الضيائية ، ووقف عليها خزانة كتب جليلة ، كثير منها بخطه.
(٣) دول المغرب والأندلس :
ـ الخلفاء والملوك :
(أ) الأندلس : عني الخلفاء والملوك الأندلسيون عناية فائقة بنشر العلم والمعرفة في ربوع جزيرتهم الواسعة ، فبنوا المعاهد العلمية ، وأنشئوا المكتبات العظيمة ، وشجعوا العلماء.
فالأمير عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الأموي شغف بجمع الكتب ، وبعث الرسل إلى المشرق لانتقائها ، وابتياعها ، واستنساخها ، حتى أنشأ في قصر قرطبة مكتبة كبيرة كانت حينئذ أجل مكتبات الأندلس ، ويعتبر ابن الحكم هذا أول أمراء الأندلس الذين اعتنوا بجمع الكتب.
وقد سار على منواله في هذا الشأن الخليفة الناصر عبد الرحمن بن