التعاون على الإثم والعدوان وقال الله : (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ)(١) وحرم الركون إلى الظلم وطاعة الاثم والكافر ، وكذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معونة الظالم وأوعدهم النار فقال :
«يحشر الظلمة وأعوانهم ومن أعانهم ببري قلم أو مدة مداد فمأواه إلى النار والله لا يحب الظالمين» وقال : «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» ، وقد أجمعت الأمة أن الذي يطلبه الجبار ويأخذه من الرعية هو إثم وعدوان وبغي وظلم ومعصية ومنكر وباطل ، فمن جبى للجبابرة وأهل البغي وغيرهم من الناس بالجبر على الخوف منهم على نفسه وماله وعلى الخوف على الناس وعلى أموالهم من غمام أو غيره فقد أعان على الإثم والعدوان وأطاع الاثم على إثمه والكافر على كفره ، وقد عصى الله ورسوله بفعله هذا وقد استحق الخلع والبراءة في دين المسلمين.
وقد جاء في الاثار الصحيحة عن المسلمين إذا دخل ظالم البلد وخاف أهلها أغتصابه وظلمه فغير جائز أن يأخذ من مال اليتيم والغائب والحاضر ويدفع به للظالم قبل وقوع ظلمه لأن الله قادر أن يدفع ذلك بأسرع من طرفة عين ويمنع من وصول الظالم.
وقد اجتمع الخراج للجبابرة والزكاة في رعية واحدة عند محمد ابن إسماعيل وقد ضل وكفر محمد بن إسماعيل بأخذ أموال الناس واليتامى والأرامل والمساجد لنفسه وأعوانه وعياله ولخطاره وللجبابرة على الخوف وخشية الظلم وخالف بأفعاله هذه كتاب الله وسنة رسوله ودين المسلمين ، وصار بأفعاله هذه فاسقا ظالما منافقا ضالا مبتدعا كافرا كفر نعمة لأنه قد حكم بغير ما أنزل الله.
__________________
(١) سورة المائدة آية : ٢.