ثم من بعد ذلك أرسل (١) أخاه صادق إلى البصرة وحاصرها حتى ملوا الحصار فأرسل أهل البصرة إلى سيدنا الإمام يريدون منه النصرة فآمنهم بالأقوام والمراكب بقدر ثمانين مركبا محملا أدوات ووناجى (٢) وأرسل فيهم أولاده سادتنا قيس وسيف ابني الإمام احمد ومعهم الشيخ الأكبر ماجد بن سعيد بن قاسم المعري الحارثي البرواني.
فلما وصلوا جهة البصرة وجدوا العجمي قد صنع سلسلة من حديد أعظم ما يكون وركبها من البر في البحر إلى البر قاطعة على أهل عمان. فلم يجدوا سبيلا لدخول البصرة فأقاموا هنالك إلى أن أعانهم الله برحمته وجنده إذ ما كانت ليلة من الليالي إلا والسلسلة انقطعت من البرين جميعا ووصلت إليهم بأخشابها الحاملة لها ، فظنوها قوما عبروا إليهم بالبحر فضربوها بالمدافع فلم ترجع عنهم فبان لهم أن السلسلة قطعها الله وأوصلها إليهم ، فبان لهم النصر والفتح ودخلوا البصرة والمدافع تضربهم من البرين وضربهم مدفع بركان يسمى جردلان وفيه مدفع كبير كل رصاصة سبعة أمنان مسكد أو ستة ، ودخلوها على حال جميل.
وطال قيامهم بالبصرة ولم يصل إليهم أحد من المدد من جانب سلطان البرين وخاقان البحرين عبد الحميد خان ولا من عند باشا بغداد وقل الزاد عليهم والمعاش وطالت عليهم المدة فرجعوا عنهم على حال جميل وكان القائم بالبصرة سليمان باشا (٣) وثامر بن سعدون شيخ المنتفج ورئيسهم وكبيرهم ، وكان يقول للشيخ ماجد بن سعيد ماجد ياخوي ماجد نحن سقماء وانتم
__________________
(١) المقصود هنا هو كريم خان رئيس العجم.
(٢) لعل «وناجى» جمع ونج وهي لفظة إنكليزية تعني الآلة الرافعة.
(٣) هو سليمان آغا متسلم البصرة ، والذي صار فيما بعد واليا على بغداد باسم سليمان باشا الكبير ، وكان الحصار عام ١٧٧٦ م.