وتقول : دارك ذات اليمين ، ومنازلهم ذات الشمال ، ومكان نحو : اجلس مكانك ، ومكانك حسن.
الثاني : ما ندر فيه التصرف كوسط ساكن السين ، قال ابن مالك : تجرده عن الظرفية قليل لا يكاد يعرف ، ومنه قوله يصف سحابا :
٧٧١ ـ وسطه كاليراع أو سرج المج |
|
دل طورا يخبو وطورا ينير |
فوسطه مبتدأ خبره كاليراع ، أما وسط المتحرك السين فاسم ، قال في «البسيط» : جعلوا الساكن ظرفا والمتحرك اسم ظرف ، فالأول نحو : زيد وسط الدار ، والثاني نحو : ضربت وسطه ، وقال الفراء : إذا حسنت فيه (بين) كان ظرفا نحو : قعد وسط القوم ، وإن لم يحسن فاسم نحو : احتجم وسط رأسه ، ويجوز في كل منهما التسكين والتحريك لكن السكون أحسن في الظرف ، والتحريك أحسن في الاسم ، وأما بقية الكوفيين فلا يفرقون بينهما ويجعلونهما ظرفين إلا أن ثعلب قال : يقال : وسط بالسكون في المتفرق الأجزاء نحو : وسط القوم ، ووسط بالتحريك فيما لا تتفرق أجزاؤه نحو : وسط الرأس ، وتابعه المرزوقي قاله أبو حيان ، وقول الفرزدق :
٧٧٢ ـ أتته بمجلوم كأنّ جبينه |
|
صلاية ورس وسطها قد تفلّقا |
شاذ من حيث استعمال (وسط) مرفوعا بالابتداء ، وعند الكوفيين من حيث استعماله فيما لا تتفرق أجزاؤه وهو الصلاية.
الثالث : ما عدم فيه التصرف فلم يخرج عن الظرفية أصلا وهو ألفاظ منها (بدل) لا بمعنى بديل نحو : هذا بدل هذا ، أي : مكان هذا ، قال أبو حيان : ولم يذكر الكوفيون (بدل) ظرف مكان وإنما ذكره البصريون ، وإذا استعمل (مكان) بمعناه لم يتصرف أيضا ، ومنها (حول) و (حوالي) و (حولي) و (حوالي) و (أحوالي) وحوال وأحوال ، قال تعالى :
__________________
٧٧١ ـ البيت من الخفيف ، وهو لعدي بن زيد في ديوانه ص ٨٥ ، واللسان مادة (وسط) ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٠٠.
٧٧٢ ـ البيت من الطويل ، وهو للفرزدق في ديوانه ص ٥٩٦ (طبعة الصاوي) ، والخزانة ٣ / ٩٢ ، ٩٦ ، والخصائص ٢ / ٣٦٩ ، واللسان مادة (وسط ، جلم) ، والتاج مادة (جلم) ، ونوادر أبي زيد ص ١٦٣ ، وأمالي ابن الشجري ٢ / ٢٥٨ ، وشرح الرضي ١ / ٥٠٠ ، والمسائل العضديات ص ١٨٧ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٥٨٦.