أي : مني ، (و) بمعنى (عند) كقوله :
١٤٠٨ ـ أم لا سبيل إلى الشّباب وذكره |
|
أشهى إليّ من الرّحيق السّلسل |
أي : أشهى عندي ، كذا مثل ابن مالك وابن هشام في «المغني» ، ونازعه ابن الدماميني بأنه تقدم أن المتعلقة بما يفهم حبا أو بغضا من فعل تعجب أو تفضيل معناها التبيين ، فعلى هذا تكون (إلى) في البيت مبينة لفاعلية مجرورها لا قسما آخر.
وأجاب شيخنا الإمام الشمني بأن تلك شرطها كون التعجب والتفضيل من نفس الحب والبغض وهي هنا متعلقة بتفضيل من الشهوة ، (و) قال أبو الحسن (الأخفش : و) بمعنى (الباء) نحو : (وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ) [البقرة : ١٤] ، أي : بشياطينهم ، (و) قال (الفراء) : تكون (زائدة) للتوكيد كقوله تعالى : (أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) [إبراهيم : ٣٧] بفتح الواو ، أي : تهواهم ، وغيره خرجها على تضمين تهوي معنى تميل ، أو على أن الأصل تهوي بالكسر فقلبت الكسرة فتحة والياء ألفا كما قيل في (ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) [العلق : ١٦] : ناصاة ، ذكره ابن مالك.
قال ابن هشام : وفيه نظر ؛ لأن شرط هذه اللغة تحرك الياء في الأصل ، وأجاب ابن الصائغ بأن أصل هذه الياء الحركة وسكونها عارض للاستثقال.
(الباء مكسورة) مطلقا (وقيل : تفتح مع الظاهر) فيقال : بزيد ، قال أبو حيان : حكاه أبو الفتح عن بعضهم (للإلصاق) ويقال : الإلزاق ، قال في شرح «اللب» : وهو تعلق أحد المعنيين بالآخر ، قال أبو حيان : قال أصحابنا : هي نوعان :
أحدهما : الباء التي لا يصل الفعل إلى المفعول إلا بها نحو : سطوت بعمرو ، ومررت بزيد ، قال : والإلصاق في مررت بزيد مجاز لما التصق المرور بمكان بقرب زيد جعل كأنه ملتصق بزيد.
__________________
١٠٤٨ ـ البيت من الكامل ، وهو لأبي كبير الهذلي في أدب الكاتب ص ٥١٢ ، والجنى الداني ص ٣٨٩ ، وشرح أشعار الهذليين ٣ / ١٠٦٩ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢٢٦ ، ولسان العرب ١١ / ٣٤٣ ، مادة (سلسل) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٤ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٥ / ٢٣٧ ، والاشتقاق ص ٤٧٩ ، ومغني اللبيب ١ / ٧٤ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٧٥.