الجمهور ، وزعم الزجاج أنه لا فرق بين المضاف إليه (شهر) وغيره وأنه يجوز أن يكون العمل في بعضه وأن يكون في جميعه.
قال أبو حيان : وهو خلاف نص سيبويه ، قال : والتفرقة بين ذلك بالاستقراء والسماع ، وليس للقياس فيه مجال ، وزعم ابن خروف أن الفرق بين رمضان وشهر رمضان من جهة أن (رمضان) علم ، و (شهر) ليس كذلك إنما هو معرفة بإضافته إلى رمضان ، وكذلك سائر أسماء الشهور.
والعلم واقع على الشخص بجميع صفاته فكذلك أسماء الشهور كالأعلام فلا تقع على بعض الشهر ، قال : وليس كالشهر ؛ لأنه واقع على جزء من الشهر متفرقا أو مجتمعا من جهة أنه ليس علما ، فأجاز أن يقال : سرت الشهر ، وأنت تريد أن السير في بعضه ، وأجاز أن يعمل في الشهر ما لا يتطاول نحو : لقيتك الشهر ، وكذا زعم في أعلام الأيام أنها كأعلام الشهور.
فإذا قلت : سرت السبت أو سرت الخميس لم يكن العمل إلا في جميعهما ؛ لأنهما علمان ، فإذا أضفت إليه يوم أو ليلة فقلت : سرت يوم السبت أو ليلة السبت ، جاز أن يكون السير في بعضه وفي جميعه ؛ لأن تعريفه بالإضافة.
وأجاز لذلك أن يعمل في المضاف إليهما ما لا يتطاول نحو : لقيتك يوم الخميس ، ولم يجزه في الخميس وسائر أيام الأسبوع فلا يقال : لقيتك الخميس ، ولا لقيتك السبت.
قال أبو حيان : وما زعمه باطل ؛ لأن الاسم يتناول مسماه بجملته نكرة أو معرفة علما أو غيره ، وإنما التفرقة بين أسماء الشهور إذا أضيف إليها شهر ، وبينها إذا لم يضف إليها شهر من جهة أنه إذا انفرد الشهر ولم يضف فالعمل في جميعه ؛ لأنه يراد به ثلاثون يومان ولا يجوز أن يكون في بعضه ، وكذلك أسماء الأيام يجوز أن يكون في كلها وفي بعضها ؛ لأنها من قبيل المختص غير المعدود ، ويعمل فيه المتطاول وغيره ، فسواء أضيف إليه يوم أم لا ، انتهى.
وكذا إذا كان جواب متى الأبد والدهر والليل والنهار مقرونة بالألف واللام فإنها مثل رمضان إذا لم يضف إليه (شهر) يكون للتعميم نحو : سير عليه الليل والنهار والدهر والأبد ، ولا يقال : لقيته الليل والنهار وأنت تريد لقاءه في ساعة من الساعات ولا لقيته الدهر والأبد وأنت تريد يوما فيه ، فإن قصدت المبالغة جاز إطلاقه على غير العام نحو : سير عليه الأبد