الظرفية ، فلو تصرف فيها فقيل : سير عليه قديم أو حديث أو طويل ، قبح ذلك فإن لم يعرض قيامها مقامه ، بل استعمل ظرفا وهي في الأصل صفة نحو : (قريب وملي) حسن فيها التصرف نحو : سير عليه قريب ، وسير عليه ملي من النهار ، أي : قطعة من النهار ، ولو وصفت حسن فيها أيضا التصرف نحو : سير عليه طويل من الدهر ؛ لأنها لما وصفت ضارعت الأسماء.
(ص) وما صلح جواب كم أو متى وهو اسم شهر لم يضف إليه شهر ، قيل : أو أضيف ، قال ابن خروف : وكذا شهر مفرد ، وأعلام الأيام ، أو كان الأبد والدهر والليل والنهار مقرونا بأل لا لمبالغة فالفعل واقع في كله تعميما أو توزيعا ، ويجوز في غيرهما التعميم والتبعيض إن صلح ، وتعريف جواب كم ، خلافا لابن السراج ، وإضافة شهر إلى كل الشهور ، وفاقا لسيبويه ، وخلافا للمتأخرين ، وقيل : نصب المعدود والموقت نصب المفعول نيابة عن المصدر ، وقيل : على حذف المصدر.
(ش) ما صلح أن يقع جوابا لكم ولا يصلح أن يكون جوابا لمتى وهو ما كان مؤقتا غير معرف ولا مخصص بصفة نحو : ثلاثة أيام ويومين ، فإنه يصلح أن يكون جواب كم سرت؟ فهذا النوع يكون الفعل في جميعه إما تعميما وإما تقسيطا.
فإذا قلت : سرت يومين أو ثلاثة أيام ، فالسير واقع في اليومين أو الثلاثة من الأول إلى الآخر ، وقد يكون في كل واحد من اليومين أو الثلاثة وإن لم يعم من أول اليوم إلى آخره.
ومن التعميم صمت ثلاثة أيام ، ومن التقسيط أذنت ثلاثة أيام ، ومن الصالح لهما تهجدت ثلاث ليال ، ولا يجوز أن يكون الفعل في أحد الأيام أو الليالي ، ويكون جواب كم نكرة كما ذكر ، ومعرفة كاليومين المعهودين ، وأنكر ابن السراج أن يرد جواب كم معرفة ؛ لأنه من جواب متى ؛ إذ يراد منها الوقت ، وبكم العدد ، وما صلح أن يقع جوابا لمتى فإذا كان اسم شهر غير مضاف إليه لفظة (شهر) فكذلك يكون الفعل واقعا في جميعه تعميما أو تقسيطا نحو : سرت المحرم وسرت صفر يحتمل الأمرين ، واعتكفت المحرم للتعميم ، وأذنت صفر للتقسيط ، وكلها تصلح جواب متى سرت ومتى اعتكفت ومتى أذنت ، وإن كان غير اسم شهر فالعمل مخصوص ببعضه نحو : متى قدمت؟ فيقال : يوم الجمعة ، فيكون القدوم في بعضه ، وكذا إن كان اسم شهر مضافا إليه لفظ (شهر) ، فإنه يجوز أن يكون في بعضه وفي جميعه نحو : قدم زيد شهر رمضان وصمت شهر رمضان ، هذا مذهب