فإنه يجوز هنا ، والاستغاثة دعاء المستغيث المستغاث ، والتعجب بالنداء على وجهين أحدهما أن ترى أمرا عظيما فتنادي جنسه نحو : يا للماء ، والآخر أن ترى أمرا تستعظمه فتنادي من له نسبة إليه أو مكنة فيه نحو : يا للعلماء.
وعلة فتح لام المستغاث الفرق بينه وبين المستغاث من أجله ، وأجري المتعجب منه مجراه لمشاركته في المعنى ؛ لأن سببهما أمر عظيم عند المنادى.
واختلف في هذه اللام فقيل : زائدة وعليه ابن خروف واختاره أبو حيان بدليل معاقبتها للألف ، والأصح ليست بزائدة وعلى هذا فذهب ابن جني إلى أنها تتعلق بحرف النداء لما فيه من معنى الفعل ، وذهب سيبويه إلى أنها تتعلق بالفعل المضمر واختاره ابن عصفور ، وبكسر اللام مع المعطوف إن لم تعد معه (يا) نحو :
٧٠١ ـ يا للكهول وللشّبّان للعجب
فإن أعيدت معه (يا) فتحت نحو :
٧٠٢ ـ يا لعطاء ويا لرياح
وتكسر أيضا مع المستغاث من أجله نحو :
٧٠٣ ـ يا لقومي لفرقة الأحباب
وتتعلق بفعل مضمر تقديره أدعوك لفلان ، قال ابن عصفور : قولا واحدا ، وليس كذلك ، بل الخلاف موجود فقيل : إنها تتعلق بفعل النداء وهو بعيد ، وقيل : بحال محذوفة تقديره يا لزيد مدعوا لعمرو ، وقد يجر المستغاث من أجله ب : (من) ؛ لأنها تأتي للتعليل كاللام قال :
__________________
٧٠١ ـ البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٤٧ ، والخزانة ٢ / ١٥٤ ، ورصف المباني ص ٢٢٠ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٦٢ ، وشرح التصريح ٢ / ١٨١ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٠٣ ، شرح قطر الندى ص ٢١٩ ، واللسان مادة (لوم) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٥٧ ، والمقتضب ٤ / ٢٥٦ ، والمقرب ١ / ١٨٤ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٠٦.
٧٠٢ ـ البيت من الخفيف ، وهو بلا نسبة في الخزانة ٢ / ١٥٥ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٦٢ ، وشرح المفصل ١ / ١٣١ ، والكتاب ٢ / ٢١٦ ، وكتاب اللامات ص ٨٩ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٦٨ ، والمقتضب ٢ / ٢٥٧ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٨١.
٧٠٣ ـ الشطر من الخفيف ، وهو بلا نسبة في الكتاب ٢ / ٢١٩.