خاص غالب ، فهما مختلفا المعنى والمادة ، وفل الذي في الشعر السابق هو (فلان) صيره الشاعر كذلك ضرورة ، وليس هو المختص بالنداء انتهى.
ومنها : (هناه) قال ابن مالك : يقال للمنادى المصرح باسمه في التذكير يا هن ويا هنان ويا هنون ، وفي التأنيث يا هنت ويا هنتان ويا هنات ، وقد يلي أواخرهن ما يلي أواخر المندوب من الألف وهاء السكت ، فيقال : يا هناه بسكون الهاء وكسرها ؛ لالتقاء الساكنين ، وضمها تشبيها بهاء الضمير ، ويا هنتاه ويا هنانيه ويا هنتانيه ويا هنوناه ويا هنانوه ، ومنها ملأم ولؤمان ونومان في نداء الكثير اللؤم والنوم ، ولا يقاس عليها قطعا ، قال:
٦٩٢ ـ إذا قلت يا نومان لم يجهل الّذي |
|
أريد ولم يأخذ بشيء سوى حجلي |
ومنها مفعلان في المدح والذم ، ذكر الأكثر أنه مسموع لا يقاس على ما جاء منه ، والذي سمع منه ستة ألفاظ مكرمان للعزيز المكرم وملأمان ومخبثان وملكعان ومطيبان ومكذبان ، وذكر بعض المغاربة أنه منقاس ، وأنه يقال في المؤنث بالتاء وحكى ابن سيده : رجل مكرمان وملأمان ، وامرأة ملأمانة ، وحكى أبو حاتم : هذا زيد ملأمان ، فمنهم من أجاز استعماله في غير النداء بقلة ، وقال أبو حيان : الذي أذهب إليه في تخريجه أنه على إضمار القول وحرف النداء ، والتقدير رجل مقول فيه أو مدعو : يا مكرمان ، وحذف القول كثير ، وحذف حرف النداء مناسب لحذف القول.
ومنها فعل المعدول في سب المذكر ، جزم ابن مالك بأنه لا ينقاس ، والمسموع منه يا لكع ويا فسق ويا خبث ويا غدر ، وهي معدولة عن ألكع وفاسق وخبيث وغادر ، قال أبو حيان : وأصحابنا نصوا على القياس فيه : وقال المبرد : إذا أردت ب : (فعل) مذهب المعرفة جاز أن تبنى في النداء في كل فعل فعل ، وأما حديث : «لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس في الدنيا لكع بن لكع» (٢) ، فليس هذا المختص بالنداء ولا معدولا ؛ لأنه مصروف فهو وصف كحطم ، وأما قوله :
__________________
٦٩٢ ـ البيت من الطويل ، وهو لنبت سريع بن مبيع بن حرثان في تذكرة النحاة ص ٦٥ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٦٥.
(١) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ٣ / ٢٥٧ (٣٠٧٦) ، وابن أبي عاصم في الزهد ص ٩٧ (١٩٢).