فعلت خمسة عشرك) ، وقال السيرافي : هو على الإتباع والتخفيف مثل يا زيد بن عمرو ؛ لأن الثاني صفة مثل (ابن) ، وليس دونه في الكثرة ، فهذه خمسة أقوال ، ولا تختص المسألة بالعلمين عند البصريين ، فيجوز النصب في اسمي الجنس نحو : يا رجل رجل القوم ، وفي الوصفين نحو : يا صاحب صاحب زيد ، وخالف الكوفيون فأوجبوا في اسمي الجنس ضم الأول ، وفي الوصفين ضمه بلا تنوين ، أو نصبه منونا نحو : يا صاحبا صاحب زيد.
أسماء لازمت النداء :
(ص) مسألة لزم النداء من الأسماء (فل) و (فلة) وهما كناية عن نكرة ، وقيل : علم ، وقيل : ترخيم فلان وفلانة ، وجر ضرورة ومكرمان وملأمان ومخبثان ومكذبان وملكعان ومطيبان وملأم ولؤمان ونومان وهناه.
والمعدول إلى فعل في سب مذكر ، وفعال مبنيا على الكسر لسب مؤنث إلا لضرورة ، وسمع رجل مكرمان وملأمان ، وقدر أبو حيان القول ، وينقاس فعال سبا وأمرا على الأصح في ثلاثي مجرد تام متصرف ، وقاس ابن طلحة الأمر من أفعل.
(ش) من الأسماء أسماء لازمت النداء فلم يتصرف فيها بأن تستعمل مبتدأ ولا فاعلا ولا مفعولا ولا مجرورا ، بل لا تستعمل إلا في النداء ، وهي قسمان مسموع ومقيس ، فمن المسموع فل للرجل وفلة للمرأة ، يقال : يا فل ويا فلة ، وقد جر (فل) في الضرورة قال :
٦٩١ ـ في لجّة أمسك فلانا عن فل
واختلف فيهما فقيل : هما منقوصان من (فلان) و (فلانة) بحذف الألف والنون ترخيما ، وبه جزم ابن مالك ، ونسبه أبو حيان للكوفيين ، وقيل : هما كنايتان عن علم من يعقل وعليه ابن عصفور وصاحب «البسيط» ، قال أبو حيان : ومذهب سيبويه أنهما كنايتان عن نكرة من يعقل بمعنى يا رجل ويا امرأة ، و (فل) مما حذف منه حرف وبني على حرفين بمنزلة دم وتركيبه ف ل ي ، بدليل أنه إذا سمي به ثم صغر قيل : فلي ، وليس أصله فلانا فذاك تركيبه ف ل ن ، و (فل) كناية لمنادى ، و (فلان) كناية عن اسم سمي به المحدث عنه
__________________
٦٩١ ـ الرجز لأبي النجم العجلي في ديوانه ص ١٩٩ ، والطرائف الأدبية ص ٦٦ ، واللسان (لجج ، فلل ، فلن) ، والمنصف ٢ / ٢٢٥ ، والممتع في التصريف ٢ / ٦٤٠ ، والخزانة ٢ / ٣٨٩ ، والسمط ص ٢٥٧ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٣٩ ، وشرح التصريح ٢ / ١٨٠ ، وشرح المفصل ٥ / ١١٩ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٥٠ ، والصاحبي ص ٢٢٨ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٣٨.