وهو خروج عن الأصل فلا يقاس عليه ، وفي الوصف ب : (بنت) في غير النداء وجهان رواهما سيبويه عن العرب نحو : هذه هند بنت عاصم بالتنوين ، وبحذفه لكثرة الاستعمال فقط ، وليس فيه التقاء الساكنين الذي في (ابن) و (ابنة) ، ولو كان المنادى المؤنث مبنيا في الأصل نحو : (يا رقاش ابنة عمرو) لم تغير حركة البناء الأصلية ، ويكون فتح الإتباع تقديرا ، ذكره أبو حيان.
تكرار لفظ المنادى مضافا :
(ص) وإذا كرر لفظ المنادى مضافا نحو : يا تيم تيم عدي نصب الثاني نداء ، أو بإضمار أعني ، أو بيانا ، قال ابن مالك : أو تأكيدا ، والسيرافي : أو نعتا ، وضم الأول أو نصب إضافة لمتلو الثاني معه ، أو هو مقحم ، أو لمثله مقدرا ، أو مركبا ، أو إتباعا أقوال ، وأسماء الجنس والوصفان كالعلمين ، خلافا للكوفية.
(ش) إذا ذكرت منادى مضافا وكررت المضاف إليه فلا إشكال ، نحو : يا تيم عدي عدي ، وهو توكيد محض ، وإن كررت المضاف وحده نحو : يا تيم تيم عدي فلك أن تضم الأول على أنه منادى مفرد ، وتنصب الثاني على أنه منادى مضاف مستأنف ، أو منصوب بإضمار أعني ، أو على أنه عطف بيان ، أو بدل ، زاد ابن مالك : أو على أنه توكيد.
قال أبو حيان : ولم يذكره أصحابنا وهو ممنوع ؛ لأنه لا معنوي كما هو واضح ، ولا لفظي لاختلاف جهتي التعريف ؛ لأن الأول معرف بالعلمية أو النداء ، والثاني بالإضافة ؛ لأنه لم يضف حتى سلب تعريف العلمية ، وأجاز السيرافي نصبه على النعت ، وتأول فيه معنى الاشتقاق وهو ضعيف ، ولك في الأول أيضا النصب لكن الضم أوجه وأكثر في كلامهم.
واختلف في وجه النصب فقال سيبويه : هو على الإضافة إلى متلو الثاني ، والثاني مقحم بين المضاف والمضاف إليه ، والأصل يا تيم عدي تيمه حذف الضمير من الثاني وأقحم ، قالوا : ولا يجوز الفصل بين المتضايفين بغير الظرف إلا في هذه المسألة خاصة ، وقال الفراء : هو والثاني معا مضافان إلى المذكور أخذا من قوله : (قطع الله يد ورجل من قالها) أن الاسمين مضافان إلى من ، ولم يصرح به هنا ، وقال المبرد : هو على نية الإضافة إلى مقدر مثل المضاف إليه الثاني ، والثاني توكيد ، أو بيان ، أو بدل ، وقال الأعلم : هو على التركيب ، وفتح الأول والثاني بناء لا إعرابا جعلا اسما واحدا وأضيفا كما قالوا : (ما