توسط التمييز :
(ص) ويجوز توسيطه بين متصرف وفاقا لا تقديمه اختيارا ، وجوزه قوم على فعل متصرف غير (كفى) ، والفراء على اسم شبه به الأول.
(ش) يجوز توسط التمييز بين الفعل ومرفوعه بلا خلاف نحو : طاب نفسا زيد ، قال أبو حيان : وقياسه جواز توسطه مع الوصف نحو طيّب نفسا زيد ، قال : وكذا قياسه الجواز بين الفعل ومنصوبه نحو : فجرت عيونا الأرض ، وأما تقديمه على الفعل فمنعه ابن عصفور جزما بناء على أن الناصب له ليس هو الفعل ، وإنما هو الجملة بأسرها ، والقائلون بأن الناصب له ما فيها من فعل وشبهه اختلفوا فمنع سيبويه والأكثرون من البصريين والكوفيين والمغاربة تقديمه ، فلا يقال : نفسا طاب زيد كما يمتنع التقديم في تمييز المفرد وما ورد من ذلك فضرورة وجوزه الكسائي والمبرد والمازني والجرمي وطائفة ، واختاره ابن مالك بشرط كون الفعل متصرفا لوروده قال :
٩٧٤ ـ وما كاد نفسا بالفراق تطيب
وقياسا على سائر الفضلات ، ويستثنى من المتصرف كفى ، فلا يقال : شهيدا كفى بالله بإجماع ذكره أبو حيان.
فإن كان الفعل جامدا امتنع بإجماع فلا يقال : ما رجلا أحسن زيدا كذا ولا رجلا أحسن بزيد كما يمتنع إذا كان عامله جامدا بإجماع ، نعم استثني من محل الإجماع في الثاني صورة ، وهو التمييز بعد اسم شبه به الأول نحو : زيد القمر حسنا ، فإن الفراء جوز فيه التقديم فيقال : زيد حسنا القمر.
جواز تعريف التمييز :
(ص) وجوز الكوفيون وابن الطراوة تعريفه وتأول البصرية ما ورد.
(ش) البصريون على اشتراط تنكير التمييز ، وذهب الكوفيون وابن الطراوة إلى أنه يجوز أن يكون معرفة كقوله :
__________________
٩٧٤ ـ البيت من الطويل ، وهو للمخبل السعدي في ديوانه ص ٢٩٠ ، والخصائص ٢ / ٣٨٤ ، ولسان العرب ١ / ٢٩٠ ، مادة (حبب) ، وللمخبل السعدي ، أو لأعشى همدان ، أو لقيس بن الملوح في المقاصد النحوية ٣ / ٢٣٥ ، وللمخبل السعدي أو لقيس بن معاذ في شرح شواهد الإيضاح ص ١٨٨ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ١٩٧ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٩٣.