٧٩] ، وفي ناصب تمييز الجملة قولان أصحهما ما فيها من فعل وشبهه ؛ لوجود ما أصل العمل له وعليه سيبويه والمازني والمبرد والزجاج والفارسي ، وصحح ابن عصفور أن العامل فيه نفس الجملة التي انتصب عن تمامها لا الفعل ولا الاسم الذي جرى مجراه ، كما أن تمييز المفرد ناصبه نفس الاسم الذي انتصب عن تمامه.
ومتى صح الإخبار بالتمييز عما قبله نحو : كرم زيد أبا ، فإنه يصح أن يقع أب خبرا لزيد ، فتقول : زيد أب فلك فيه وجهان : عوده إليه بأن يكون هو الأب ، أي : ما أكرمه من أب ، وعلى هذا لا يكون منقولا عن الفاعل ، ويجوز دخول (من) عليه وعوده إلى ملابسه المقدر بأن يكون الأب أبا زيد لا زيدا نفسه ، أي : ما أكرم أباه ، وعلى هذا يكون منقولا عن الفاعل ، ولا يجوز دخول (من) عليه.
وإن دل التمييز على هيئة وعني به الأول نحو : كرم زيد ضيفا إذا أريد أن زيدا هو الضيف ، جاز أن يكون ضيفا منصوبا على الحال ؛ لدلالته على هيئة وعلى التمييز ؛ لصلاحية (من) ، ويجوز حينئذ إظهار (من) معه ، وهو الأجود رفعا لتوهم الحالية نحو : كرم زيد من ضيف ، فإن لم يعن به الأول على قصد كرم ضيف زيد تعين النصب تمييزا ، وامتنعت الحالية ، ولم يجز دخول (من) عليه ؛ لأنه فاعل في الأصل.
مطابقة تمييز الجملة ما قبله في الإفراد وفرعيه :
(ص) ويطابق ما قبله اتحد معنى أم لا ، ما لم يلزم إفراده لإفراد معناه ، أو كان مصدرا لم يقصد اختلاف أنواعه ، ويلزم الجمع بعد مفرد مباين لا يفيد معناه.
(ش) يلزم في تمييز الجملة المطابقة لما قبله في الإفراد وفرعيه إن اتحدا معنى ، نحو : كرم زيد رجلا ، وكرم الزيدان رجلين ، وكرم الزيدون رجالا ، وكذا إن لم يتحدا من حيث المعنى نحو : حسن الزيدون وجوها إلا أن يلزم إفراد التمييز لإفراد معناه نحو : كرم الزيدون أصلا إذا كان أصلهم واحدا ، وأصل لم يتحد من حيث المعنى بالزيدين ، إلا أنه لإفراد مدلوله يلزم إفراده ؛ لأن الجمع يوهم اختلاف أصولهم ، أو يكون التمييز مصدرا لم يقصد اختلاف أنواعه نحو : زكي الزيدون سعيا ، فإن قصد اختلاف الأنواع في المصدر لاختلاف محاله جاء التمييز جمعا نحو : (بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) [الكهف : ١٠٣] ؛ لأن أعمالهم مختلفة المحال هذا خسر بكذا ، وهذا خسر بكذا ، وكقولك : تخالف الناس أو تفاوتوا أذهانا ، ويلزم جمع التمييز بعد مفرد مباين إذا كان معنى الجمع يفوت بقيام المفرد مقامه نحو : نظف زيد ثيابا ؛ إذ لو قيل : ثوبا لتوهم أن له ثوبا واحدا نظيفا.