٩٧٣ ـ طافت أمامة بالرّكبان آونة |
|
يا حسنه من قوام ما ومنتقبا |
تمييز الجملة :
(ص) مسألة : مميز الجملة ناصبة ما فيها من فعل وشبهه ، وقال ابن عصفور : هي ، ويكون منقولا من فاعل ومبتدأ ومفعول ، وأنكره الشلوبين والأبذي وابن أبي الربيع ، ومشبها به وهو بعد أفعل فاعل معنى حقيقة ، أو مجازا ، ومنه نحو : حسبك به فارسا ، ولله دره رجلا ، (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) [النساء : ٧٩] ، فإن صح أن يخبر به عما قبله فله ، أو لملابسه المقدر وإن دل على هيئة وعني به الأول جاز كونه حالا وإظهار (من).
(ش) تمييز الجملة ما ينتصب عن تمام الكلام فتارة يكون منقولا من فاعل نحو : طاب زيد نفسا ، (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) [مريم : ٤] ، والأصل طابت نفس زيد ، واشتعل شيب الرأس ، وتارة من المبتدأ نحو : (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً) [الكهف : ٣٤] ، والأصل مالي أكثر من مالك.
وتارة من المفعول نحو (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) [القمر : ١٢] ، والأصل فجرنا عيون الأرض ، هذا مذهب المتأخرين وبه قال ابن عصفور وابن مالك ، وقال الأبذي : هذا القسم لم يذكره النحويون ، وإنما الثابت كونه منقولا عن الفاعل أو المفعول الذي لم يسم فاعله ، وقال الشلوبين : (عيونا) في الآية نصب على الحال المقدرة لا التمييز ، ولم يثبت كون التمييز منقولا من المفعول فينبغي ألا يقال به ، وقال ابن أبي الربيع : (عيونا) نصب على البدل من الأرض وحذف الضمير ، أي : عيونها أو على إسقاط حرف الجر ، أي : بعيون ، وتارة يكون مشبها بالمنقول نحو : امتلأ الإناء ماء ونعم زيد رجلا ، ووجه الشبه أن (امتلأ) مطاوع (ملأ) فكأنك قلت : ملأ الماء الإناء ثم صار تمييزا بعد أن كان فاعلا ، والأصل نعم الرجل ثم أضمر وصار بعد أن كان فاعلا تمييزا.
والتمييز بعد أفعل التفضيل فاعل في المعنى إما حقيقة أو مجازا ، ومن تمييز الجملة فيما نقله أبو حيان عن النحويين منكرا على ابن مالك حيث جعله من تمييز المفرد قولهم : حسبك به فارسا ، ولله دره رجلا ، ومنه عند ابن مالك وغيره (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) [النساء :
__________________
٩٧٣ ـ البيت من البسيط ، وهو للحطيئة في ديوانه ص ١١ ، وخزانة الأدب ٣ / ٢٧٠ ، ٢٨٩ ، وشرح التصريح ١ / ٣٩٨ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٤٢ ، وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ٤٣٢ ، وشرح الأشموني ١ / ٢٦٥ ، ٢ / ٢٠٠ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٣.