الطريق قياسا على وقوعه خبرا في حديث : «فظل إن يدري كم صلى» (١) ، ويجب في الماضي المثبت المتصرف غير التالي إلا والمتلو ب : (أو) العاري من الضمير قد مع الواو كقوله :
٩٥١ ـ فجئت وقد نضت لنوم ثيابها
فإن كان جامدا كليس ، أو منفيا فلا نحو : جاء زيد وما طلعت الشمس بالواو فقط ، وجاء زيد وما درى كيف جاء بالواو والضمير ، وجاء زيد ما درى كيف جاء بالضمير فقط ، وكذا التالي إلا أو المتلو (بأو) وإن كان مثبتا وفيه الضمير وجبت (قد) أيضا ؛ لتقربه من الحال نحو : (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ) [الأنعام : ١١٩] ، (وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ) [آل عمران : ٤٠] ، فإن لم تكن ظاهرة قدرت نحو : (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ) [النساء : ٩٠] ، (هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا) [يوسف : ٦٥].
هذا ما جزم به المتأخرون كابن عصفور والأبذي والجزولي ، وهو قول المبرد والفارسي ، قال أبو حيان : والصحيح جواز وقوع الماضي حالا بدون (قد) ولا يحتاج لتقديرها لكثرة ورود ذلك ، وتأويل الكثير ضعيف جدا ؛ لأنا إنما نبني المقاييس العربية على وجود الكثرة ، وهذا مذهب الأخفش ونقله صاحب «اللباب» عن الكوفيين ، وابن أصبغ عن الجمهور.
ثم هذه الواو تسمى واو الحال والابتداء ، وليست عاطفة ولا أصلها العطف ، وزعم بعض المتأخرين أنها عاطفة كواو رب ، قال : وإلا لدخل العاطف عليها ، وقدرها سيبويه والأقدمون ب : (إذ) ، ولا يريدون أنها بمعنى (إذ) ؛ إذ لا يرادف الحرف الاسم ، بل أنها وما بعدها قيد للفعل السابق كما أن (إذ) كذلك.
الجملة الاعتراضية :
(ص) وتشبه هذه الجملة الاعتراضية الواقعة بين جزأي صلة ، أو إسناد ، أو شرط ، أو قسم ، أو إضافة ، أو جر ، أو صفة وموصوفها ، أو حرف ومدخوله ، وتتميز
__________________
٩٥١ ـ تقدم الشاهد برقم (٧٥٦).
(١) أخرجه البخاري ، كتاب الأذان ، باب فضل التأذين (٦٠٨) ، ومسلم ، كتاب المساجد ، باب السهو في الصلاة والسجود له (٣٨٩).