المنادى :
(ص) ومنه المنادى ويقدر (أدعو) و (أنادي) إنشاء ، وقيل : ناصبه القصد ، وقيل : الحرف نيابة ، وقيل : اسم فعل ، وقيل : فعل ، وهو همزة لقريب ، و (أي) له أو لبعيد أو متوسط أقوال ، ويا وأيا وهيا وآي و (آ) للبعيد حقيقة أو حكما وقد ينادى ب : (يا) القريب ، وقيل : مشتركة بينهما ، قيل : والمتوسط ، وزعم الجوهري أيا مشتركة ، وبعضهم الهمزة للمتوسط و (يا) للقريب ، وابن السكيت (ها) (هيا) بدلا ، والجمهور تختص (وا) بالندبة.
(ش) من المنصوب مفعولا به بفعل لازم الإضمار باب المنادى ، وللزوم إضماره أسباب : الاستغناء بظهور معناه ، وقصد الإنشاء ، وإظهار الفعل يوهم الإخبار ، وكثرة الاستعمال والتعويض منه ، بحرف النداء ويقدر بأنادي أو أدعو إنشاء هذا مذهب الجمهور.
وذهب بعضهم إلى أن الناصب له معنوي وهو القصد ، ورد بأنه لم يعهد في عوامل النصب ، وذهب بعضهم إلى أن الناصب له حرف النداء.
ثم اختلفوا فقيل : على سبيل النيابة والعوض عن الفعل فهو على هذا مشبه بالمفعول به لا مفعول به وعليه الفارسي.
ورد بجواز حذف الحرف والعرب لا تجمع بين العوض والمعوض منه في الذكر ولا في الحذف ، وقيل : على أن حروف النداء أسماء أفعال بمعنى أدعو ك : (أف) بمعنى أتضجر ، وليس ثم فعل مقدر ، ورد بأنها لو كانت كذلك لتحملت الضمير وكان يجوز إتباعه كما سمع في سائر أسماء الأفعال ، ولاكتفي بها دون المنصوب ؛ لأنه فضلة ولا قائل بأنها تستقل كلاما ، وقيل : على أنها أفعال ، ورد بأنه كان يلزم اتصال الضمير معها كما يتصل بسائر العوامل ، وقد قالوا : أيا إياك منفصلا ، ولم يقولوا : إياك ، فدل على أن العامل محذوف.
وذهب بعضهم إلى أن النداء منه ما هو خبر لا إنشاء وهو النداء بصفة نحو : يا فاسق ويا فاضل ؛ لاحتمال الصدق والكذب في تلك الصفة ، ومنه ما هو إنشاء وهو النداء بغير صفة.
وحروف النداء ثمانية :
أحدها : الهمزة والجمهور أنها للقريب نحو :