(١٦) كما أنّ الفقر ليس بذاته نقمة ، وإنّما النقمة الاستسلام له ، والإعتقاد بأنّه دليل مهانة عند الله.
(وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ)
وكانت حكمة ضيق الرزق ابتلاءه ، تراه فقد ثقته بنفسه ، وزعم أنّه رجل مهان منبوذ ، وأنّ واقعة لا يتغيّر.
(فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ)
كلّا .. الفقر ليس إهانة ، بل هو اختبار ، وربّ فقير ذي طمرين لا يؤبه به عند الناس لو أقسم على الله لأبّره.
أليست الثروة قد تكون على طرق غير مشروعة ، بل عادة تكون كذلك؟
أوليس الفقر قد يكون لأسباب خارجة عن إرادة الإنسان كأن يولد الإنسان في بلد فقير ومن أبوين معدمين؟ فكيف تكون الثروة مقياسا للكرامة الإلهية ، وتتحوّل بذاتها إلى قيمة مقدّسة ، ويصبح الفقر معيارا للهوان عند الله ، أداة لتذليل الإنسان وتصغيره؟
(١٧) كيف يتخلّص الإنسان من جواذب المادة وأثقالها؟ بإكرام الضعفاء ، والإنفاق عليهم ، وعدم انتهاب أموال المحرومين.
أولئك الذين جعلوا المادة قيمة تراهم ممسوخين عن الفطرة السليمة ، فلا تجدهم يكرمون اليتيم الذي يستثير الرحمة والعطف عند البشر السويّ ، أنّى كان دينه ومستواه.
(كَلَّا)