(٢١) الأدلة مبثوثة في أرجاء الخليقة ، وعقل الإنسان يكفيه حجة ، ويأتي النبي ـ صلّى الله عليه واله ـ ومن يتبع نهجه ليقوم بدور المذكّر. إنّه ليس مكلّفا عنهم ولا مكرها لهم ، ولا يتحمّل مسئولية أفكارهم ، وإنّما هم المسؤولون.
(فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ)
فما على الرسول إلّا البلاغ المبين ، حتى معرفة الله لا تتم إلّا بعقل الإنسان الذي يستثيره النبي بتذكرته.
(٢٢) وليس الرسول عليهم بجبّار ، إنّما يذكّر بالقرآن من يخاف وعيد.
(لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ)
السيطرة هي التسلّط ومعناها الجبر والإكراه.
(٢٣) بلى. الكفّار الذي يقامون الرسالة ، إنّهم يتعرّضون لسخط الله وعذاب عباده المؤمنين ، لأنّهم يسيئون التصرّف في الحرية الممنوحة لهم.
(إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ)
وقد اختلف المفسّرون في معنى الاية ، ولكن يبدو أنّ سائر آيات القرآن تفسّر هذه الاية حيث أنّ من تولّى عن الحق وكفر به ، ومخالف الرسول وناصبه العداء ، يجاهد حتى يعود إلى رشده ، وهذا ما نقرؤه بتفصيل في آيات الجهاد وفي سورة الممتحنة بالذات.
وقد روي عن الإمام علي ـ عليه السلام ـ أنّه جيء إليه برجل ارتد فاستتابه ثلاثة أيّام فلم يعاود الإسلام فضرب عنقه ، وقرأ : «إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ» (١)
__________________
(١) القرطبي / ج ٢٠ ـ ص ٣٧.