(٢٤) أولئك الكفّار المنابذون العداء للرسالة يجاهدهم المسلمون فيعذّبهم الله في الدنيا بأيديهم ثم يعذّبهم في الاخرة العذاب الأكبر.
(فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ)
(٢٥) وفي نهاية السورة يذكّرنا ربنا بالمصير إليه ، وكيف لا يستطيع أن يهرب أحد من مسئولية أعماله.
(إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ)
أي عودتهم.
(٢٦) (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ)
يحاسبهم جميعا كما رزقهم في الدنيا على كثرتهم ، فطوبى لمن حاسب نفسه هنا قبل أن يحاسب هناك ، وتاب إلى الله من ذنوبه قبل أن يجازى بها.جاء في الحديث المأثور عن الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ : «إذا كان يوم القيامة أوقف المؤمن بين يديه فيكون هو الذي يلي حسابه ، فيعرض عليه عمله ، فينظر في صحيفته فأوّل ما يرى سيئاته فيتغيّر لذلك لونه ، وترتعد فرائصه ، وتفزع نفسه ، ثم يرى حسناته فتقرّ عينه ، وتسر نفسه ، وتفرح روحه ، ثم ينظر إلى ما أعطاه الله من الثواب فيشتد فرحه ، ثم يقول الله لملائكة : هلمّوا بالصحف التي فيها الأعمال التي لم يعملوها ، قال : فيقرءونها فيقولون : وعزّتك إنّك لتعلم أنّا لم نعمل منها شيئا ، فيقول : صدقتم لكنّكم نويتموها فكتبناها لكم ، ثم يثابون عليها» (١)
أفليس هذا هو المصير الأفضل ، فلما ذا الغفلة؟
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ـ ص ٥٧٠.