الفضاء الرحيب ، واستمع إلى عالم فلكي يشرح له المسافات الضوئية بينها وإلى دقة نظامها فلا يملك إلّا أن يسجد لله القدّوس ويكفر بالأنداد من دونه.
(١٩) وتنساب العين من السماء إلى الجبال ليجد الكتل الصخرية الهائلة قد نصبت في مراكزها لتقي الأرض شرّ الهزّات والعواصف ، ولتكون خزائن المياه ، والمعادن ، ويتساءل : ما هذه الدقة المتناهية في وضع هذه الصخور في مواضعها لو تقدّمت عنها أو تأخّرت سبّبت مشاكل عظيمة!
ولو فكّرت كيف تكوّنت الجبال لازددت عجبا.
(وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ)
(٢٠) ونظرة إلى الأرض وطريقة انبساطها وتذليلها وكيف مهّدها الله للإنسان بفعل الأمطار الغزيرة التي غسلت أطراف الجبال وسوّت الأرض لتكون صالحة للسكنى والزراعة.
(وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)
وهذه الكلمات تذكّرنا بضرورة البحث عن الكيفية ، وميزات وخصائص كل الموجودات حولنا ، وأيضا البحث عن العوامل المؤثّرة فيها : كيف وبأيّة عوامل ملموسة كانت السماء وكانت الجبال وكانت الأرض بهذه الكيفية ، وهكذا يحرّضنا كتاب ربنا على البحث والتنقيب سواء على صعيد العلماء والخبراء أم على مستوى كلّ فرد فرد منّا علينا جميعا أن نتفكر ونعقل ولا نكون غافلين عمّا يجري حولنا .. إنّ ذلك هو السبيل إلى معرفة الخالق أكثر فأكثر ، ومعرفة الخالق هي أصل كل خير وفلاح.