يغمضها ، وأذنا الجمل كثيرة الشعر ، ولعلّ هذا المنع دخول الرمل فيهما ، وأنف الجمل إنّما هو شقّان ضيّقان ، يسهل إغلاقهما عند الحاجة ، والجمل يغلقهما حبسا للرمل أن يدخلهما .. كلّ شيء في خلق الجمل يهدف إلى الرمل يتوقّاه ، من الخف إلى الرأس).
فسبحان الله الذي خلق الإبل ، وتبّا لمن نظر إليها ولم يعتبر.
(١٨) حين نقرأ آيات الذكر يخيّل إلينا أنّها ترسم لوحة فنية ، فإذا ذكرت الإبل تذكر بعدها السماء ثم الجبال فالأرض حتى تكتمل الصورة ، بلى. هكذا كتاب ربنا يصف الحقائق الواقعية كما هي ويجعلنا نعتبر بها.
(وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ)
عند ما ينبلج الفجر من الأفق ، وينتشر الضياء فوق الروابي ، وتسرع أسراب الطيور بالتحليق بحثا عن رزقها ، وتستيقظ الطبيعة لتسبّح ربها ، هنالك انظر إلى السماء كيف جعلها الله سقفا محفوظا ، وزرقة وادعة ، وروعة وجمالا.
وعند المغيب حينما تتماوج الألوان الزاهية فوق قطعة سحاب تسمّرت في الأفق شطر المغرب ، إنّها تذهب حقّا بالألباب ، وينتبه الإنسان يومئذ إلى هذا البناء العظيم فوقه كيف بناه الله ورفعه بلا عمد نراه.
وفي الليل عند ما يسير زورق فضّي في بحر من الظلام ، وتنتثر على امتداد البصر النجوم الثواقب ، لا تكلّ العين من جمالها وروعتها .. هنالك يقول الإنسان : سبحان الله.
أمّا إذا جلس المرء وراء جهاز تلسكوب لينظر من خلاله إلى الأجرام السابحة في