صاحبه.
وإذا قارنت الإبل بما يشابهها من الحيوانات كالفيل ووحيد القرن لرأيت الإبل أعظم منفعة وأقل مؤنة فإنّ الفيل مثلا لا يؤكل لحمه ، ولا يشرب لبنه.
وننقل هنا بعضا ممّا قاله الدكتور أحمد زكي في كتابه : (في سبيل موسوعة علمية) حين تحدّث عن الجمل :
(ومن تصاميم الخلق مواءمة بين حيوان وبيئته أن حمل الجمل على ظهره سناما ، هو من عضل وشحم ، وهو يزداد لحما وشحما على الغذاء عند ما يكثر ويطيب ، حتى إذا خرج الجمل إلى سفر وعزّه الغذاء وكاد ينذره الجوع بالفناء وجد الجسم فيما حمل من شحم في سنامه غذاء يطول به العيش أياما.
ومن زاد الصحراء الماء ، ولعلّه أوّل زاد ، وفي جسم الجمل من الاحتياط ما يحفظ به عليه الماء ، من ذلك أنّه لا يعرف أو لا يكاد ، ومن ذلك أنّ أنفه متصل بفمه ، والفم يحبس ما يخرج مع هواء التنفّس من ماء .. وقد يبلغ ما يشربه به الجمل ستين لترا من الماء! أفليس بمعدته خزائن ثلاث؟
ويضيف : وما كان لغير الجمل من الحيوانات أن يقطع الصحاري ، وتهيّأ الجمل لذلك بخفّه ، فهو لا يغرز في الرمل ، وتغرز الحوافر في حمر وخيل.
وتهيّأ الجمل بقوائمه الطويلة القويّة ، فيه صلبة صلدة تحمل جسدا ضخما فوقه سنام. وأعان ارتفاع قوائم الجمل على تخطّي ما يعترضه في الصحراء من أرض قليلة الإستواء.
وعينا الجمل عليهما رموش ثقيلة ، وهي لمنع الرمال أن تدخل إلى عينيه عند ما