فيتلفون أوقاتهم بلا فائدة) كلّا .. إنّهم في سلام شامل.
(لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً)
أي لا تسمع فيها كلمة لغو.
كذلك كانوا في الدنيا ، إذا مرّوا باللّغو مرّوا كراما ، كانوا لا يتعرّضون لأحد بكلمة بذيئة ، ويتحمّلون أذى الناس كاظمين عافين محسنين ، فجزاهم الله بحياة زاخرة بالسلام والرضا.
بلى. المؤمنون يصنعون لأنفسهم وضمن بيئتهم الخاصة وفي حدود إمكانات الدنيا صورة مصغّرة للجنة ، يتنعّمون فيها قبل أن ينتقلوا إلى جنة الخلد الأبديّة.
(١٢) أمّا شرابهم فإنّه من عين تتدفّق بين جنّاتهم الخضراء.
(فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ)
ما أروع منظر العين المتدفّقة التي تجري على الأرض أو فوقها بلا أخدود ـ كما قالوا ـ فيها ألوان الشراب من عسل مصفّى ، إلى لبن سائغ ، إلى شراب طهور ، وماء مزاجه من تسنيم .. أذلك خير أم العين الانية!
إنّ وعي هذه النعم في الدنيا يسمو بالمؤمن إلى عدم الاستسلام لإغراء شراب الدنيا الحرام ، والترفّع عن ملذّاتها المحدودة ، انتظارا لما هو أشهى وأطيب مذاقا وأعظم.
(١٣) أعظم لذات البشر مجالس المؤانسة مع خلّان الصفا بتبادل المحبّة والود والكلمات السامية والمعارف الجديدة ، ويبدو أنّ السياق يحدّثنا عن جانب من هذه المجالس ، فبالإضافة إلى الشراب الذي يدار بينهم يصوّر لنا السرر المرفوعة التي