الغربي في القيام بأعمال مشتركة ، إذا لكنّا نسبق الآخرين.
وهذا هو المطلوب اليوم ، وقد أنشأنا مؤسسة دار الهدى وفقا لهذه النظرية.
(٤)
إلى وقت قريب لم يكن الذي يشتغل بتفسير القران أو كتابة التاريخ الاسلامي وما أشبه محترما بمستوى الذي يتمّحض في دراسة الفقه الاسلامي ، بينما اليوم مع عودة الوعي إلى الامة نجد الكثير من المراجع والعلماء اهتمّوا بالقران ، وقد كتب كثير منهم في التفسير كتبا مفصّلة ، وهناك العديد من المؤسسات القرآنية قد انشئت بأمر من العلماء أو تشجيع منهم ، وهي بادرة طيّبة تدعو إلى التفاؤل بمستقبل زاهر ، لانّ القران هو الشافع المشفّع الذي من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار.
ولكن تبقى المسافة بيننا وبين واجبنا تجاه كتاب ربّنا شاسعة ، والمقترحات التالية قد تساهم في تقريبها :
ألف : أن تصبح دراسة القران (تلاوة وتدبّرا وتفسيرا وتأويلا) كما علوم القران قاعدة الدراسات الاخرى في المعاهد الدينية والحوزات العلمية ، حيث ينبغي البدء بها بعد دراسة اللغة وقواعد اللغة لكي يتربّى الدعاة إلى الله وفق المنهج الربّاني ، فلا يتأثروا بالثقافات الدخيلة ، كالفلسفة اليونانية أو الأفكار الهندية القديمة أو المبادئ الوافدة من الغرب أو من الشرق.
باء : أن نسعى جاهدين لاستنباط قيم الوحي ومقاصد الشريعة وأهداف الدّين من القران الكريم ، فتكون قاعدة فهمنا للفقه ، وتحليلنا للتاريخ ، ومواقفنا في السياسة. لا بد أن نقضي على الفجوة المصطنعة بين علمي الفقه والتفسير. أو ليس كتاب ربّنا بالنسبة إلى الفقه كما الدستور بالنسبة إلى القوانين واللوائح؟