بالرغم من كوني بالتالي المسؤول عمّا كتب في كلّ الاجزاء إلّا أنّ للإخوة مساهمات كبيرة ، خصوصا في الخمس الأخير من القران.
وكانت تمرّ سنة بعد أخرى وكنّا نحدّد كلّ سنة لتكون سنة الحسم ، إلّا أنّ عقبات داخلية وخارجية كانت تمنعنا ، حتى بقيت ثلاثة أجزاء من القران لهذا العام (١٤٠٩ ه) الذي وفّقنا الله لإكمال التفسير فيه ، وما كدنا نفعل لو لا أنّي استبقت الاخوة وخلال سفرة قصيرة إلى بعض البلاد بدأت بكتابة الجزء الأخير متجاوزا الأسلوب السابق .. وهكذا كان هذا الجزء كما الاجزاء الاولى بقلمي بصورة كاملة.
(٣)
من يبلغ الخامسة والأربعين سنة تكون شمس عمره قد دلكت وزالت عن نصف النهار ، ولا ريب أنّ عنفوان حياته قد انتهى ، ولا بد أن يحاسب نفسه حسابا عسيرا على ما مضى من أيّامه .. وحين أنظر إلى الوراء أتساءل : ماذا فعلت؟ لقد كانت السنين أسرع مّما كنت أحتسب ؛ إنّها كنبتة الربيع لا تكاد تزهر حتى تذوى. إنّ عمر البسيطة التي نحن عليها يتجاوز الاربعة ملايين عاما فما قيمة أربعين أو ثمانين سنة بالنسبة إليها؟ إذا كانت هذه الفرصة تحدّد حياتنا الخالدة فكم هي خسارة من يضيّعها باللهو واللعب؟
نحن والزمن في سباق عنيف وحاسم ، والزمن يعصرنا عصرا حتى يخرج أخر قطرة من ماء الحياة من كياننا .. وانّنا لفي خسران كبير لو لم نتحدّ سرعته!
لقد كنت أنتهز الفرص المتاحة في كتابة التفسير .. لقد تابعت التأليف في حوالي عشرة دول مختلفة ؛ كتبته وأنا في حالات صعبة .. استشهاد عزيز ، أو وفاة قريب ، أو مرض مؤلم ، وربما كنت في مطار أنتظر ، أو كنت مستقلا طائرة أو سيّارة أو قطارا ، أو حتى متنزّها في حديقة عامّة ، حيث أذكر أنّي كنت جالسا في بلد