الامكانات ، وأيضا قلّة الوقت الذي صرفناه على هذه المؤسسة الناشئة ، فإنّ ثلاثة من بين حوالي خمسة عشر أخا دخلوها بقوا فيها وتقدّموا بها ، والحمد لله.
وأنّى كان فقد مشينا معهم خطوات واسعة في طريق التفسير الموسّع ، حيث جمعنا بحول الله وقوّته موادّ تفسير سورة البقرة وآل عمران ، ولعلّنا نوفّق لتكميل المسيرة بعد الفراغ من هذا التفسير إنشاء الله.
بيد أنّ العمل توقّف في دار الهدى في هذا الاتجاه ، حيث استقرّ الرأي إلى التفرّغ لمحاضرات التفسير التي كنّا قد أنهيناها في عام ١٤٠٢ ه ، ولم نفلح بتشكيل جهاز لاعادة صياغتها ، ولكن بما أنّ الاخوة في «دار الهدى» كانوا قد تعوّدوا على أسلوب التوسّع عبر ذكر النصوص ومراجعة سائر التفاسير استفادوا من هذا المنهج عند ما اهتمّوا بالتفسير ، فتغيّر الأسلوب بقدر أو بآخر.
كنت يومئذ قد أنهيت تفسير نصف القرآن تقريبا ، وبالضبط إلى سورة النحل ، فبدأ الأسلوب منذ تلك السورة يختلف ، حيث اعتمدنا على المحاضرات ثمّ كانت تصاغ تلك المحاضرات ثم أطّلع عليها وأصحّحها من جديد .. وكان في هذا المنهج فائدة التوسّع ، حيث كان المعدّل في تفسير النصف الاول صفحة لكلّ آية فغدا المعدّل حوالي صفحتين لكلّ اية ، إلّا أنّ ذلك كان ثمنه التباطئ حيث تعدّدت المراحل .. وهكذا جرى الأمر حتى بلغنا الخمس الأخير من القران فطوّرنا الأسلوب مرة أخرى حيث كان أحد الاخوة يراجع كافّة التفاسير المشهورة ويكتب ملاحظات منها ، وكنت بدوري أراجعها مع مراجعة بعض التفاسير ، ثم ألقي محاضرة مفصّلة تصاغ بعد مراجعة لملخّص التفاسير ، ثم أعيد النظر فيها لتأتي في صيغتها النهائيّة.
ولا ريب أنّ هذا الأسلوب نفعنا كثيرا في التمهيد للتأليف الجمعي ، حيث أنّه