زويتها عنهم من أجل أولئك الابطال» (١)
بلى. ولكن إذا ترك المؤمن ذكر الله فانه ليس يتعرض فقط لغواية الشيطان والسقوط في أشراكه ، بل وأيضا قد يتعرض لاخطار مادية. كذلك جاء في الحديث المأثور عن الامام الصادق ـ عليه السلام ـ : «يموت المؤمن غرقا ، ويموت بالهدم ، ويبتلى بالسبع ، ويموت بالصاعقة ولا يصيب ذاكرا لله» وفي رواية اخرى : «لا يصيبه وهو يذكر الله» (٢)
رابعا : وتذكر الله وسلطانه وقوته ورحمته ، والتوكل والاستعاذة بقوته وبتأييده لعباده ، ووعي أسمائه الحسنى كل ذلك يقطع سياق الاسترسال مع وساوس النفس ، وهمزات الشيطان ، فتكون قرارات الإنسان خاضعة لمحاكمة عقله ومقاييس فطرته ، دون اهوائه وتمنياته.
إن أغلب الناس يتخذون قراراتهم بلا وعي منهم لأسبابها ، حيث تنضج القرارات فيما سمي بالعقل الباطن ، ثم يبرّرونها لأنفسهم بشتى التبريرات ، بينما المؤمن يمرر قراراته على منظار عقله ، فيمحصها تمحيصا دقيقا ، كل ذلك بفضل ذكر الله الذي يزيد من يقظة الذات ، وتوهج العقل ، واستنارة الفطرة.
خامسا : ومن أبرز فوائد الاستعاذة بالله تجنب تفسير كتاب الله ونصوص الشريعة حسب الهوى والرأي مما يسبب في تبديل كلمات الله عن مواضعها.
إن أكثر الناس يتخذون مواقف مسبقة من القرآن ، فترى الشيطان يوسوس في صدورهم ، فيقول لهم مثلا : الاية هذه تعني أعدائك ، وتلك الاية نزلت أساسا في
__________________
(١) المصدر / ص ١٦٢
(٢) المصدر