(وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِ) (١)
أتدري ما هي الحكمة في الاستعاذة التي أمرنا بها عند تلاوة الكتاب ، حيث قال ربنا (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) (٢)؟
أو تدري ما هي الحكمة في أن ختام القرآن الاستعاذة بالله من شر الوسواس الخناس؟ دعنا للاجابة نذكر الحقائق التالية : أولا : قلب الإنسان يتعرض لموجتين متقابلتين ، فمن اليمين تتنزل عليه موجة رحمة إلهيّة ، تتمثل في ملائكة الله ، ومن اليسار تعصف به موجة غضب ونقمة الشيطان ، تتمثل في جنود إبليس أبعده الله.
هكذا روي عن الامام الصادق ـ عليه السلام ـ ، انه قال : ما من مؤمن إلّا ولقلبه أذنان في جوفه : أذن ينفث فيها الوسواس الخناس ، وأذن ينفث فيها الملك ، فيؤيد الله المؤمن بالملك ، وذلك قوله : «وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ» (٣)
وروي عن الامام الصادق ـ عليه السلام ـ أنه قال : «ما من قلب إلّا وله أذنان ، على أحدهما ملك مرشد ، وعلى الاخر شيطان مفتر ، هذا يأمره وهذا بزجره ، وكذلك من الناس شيطان يحمل الناس على المعاصي ، كما يحمل الشيطان من الجن» (٤)
ثانيا : وقلب الإنسان بيت مظلم متهاوي ، سراجه العقل ، وعماده الايمان ، ونور العقل من نور الله ، كما أن روح الايمان من ذكر الله ، وإذا غفل القلب عن الله عاث الشيطان فيه فسادا. لماذا؟ لان طبيعة الإنسان الاولية هي الجهل
__________________
(١) الانعام / الاية ١١٢
(٢) النحل / ٩٨
(٣) موسوعة بحار الأنوار / ج ٧٠ ص ٤٧
(٤) نور الثقلين / ج ٥ ص ٧٢٥