صاحب وسوسة ، وربّما كان الوسواس بمعنى الموسوس أما «الخناس» فقالوا : انه من الخنوس ، وهو بمعنى الاختفاء ومنه قوله سبحانه : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ) سميت النجوم به لاختفائها بعد ظهورها ، ولعل معنى الخنوس : التردد بين الظهور والكمون ، أو بين التقدم والتأخر ، فالنجوم تظهر وتختفي ، ولذلك قال بعضهم :
الخنوس بمعنى : الرجوع ، وانشدوا :
وصاحب يمتعس امتعاسا |
|
يزداد إن حيّيته خناسا |
وعلى هذا تكون تسمية الشيطان بالخنّاس ، لأنه دائم التردد ، كلما طردته عاد إليك ، فاذا ذكرت الله اختفى ، وإذا غفلت عاد ، من هنا حكي عن ابن عباس انه قال في تفسير الاية وجهين : أحدهما : أنه الراجع بالوسوسة عن الهدى ، الثاني : انه الخارج بالوسوسة من اليقين.
(٥) ويقوم الشيطان بإلقاءاته الضالة في القلب ، مركز العزم واتخاذ القرار.
(الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ)
ولا يترك أحدا إلّا وألقي في صدره وساوسه لو لا اعتصامه بالله دوما.
(٦) والوسواس من الجن ، وذرية إبليس الذي لعنه الله وأبعده ، وآلى على نفسه إغواء بني آدم وتضليلهم ، وقد يكون من الانس الذين أضلهم إبليس.
(مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)
وروي عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ انه قال لرجل : هل تعوذت بالله من شياطين الانس ، فقال : أو من الانس شياطين؟ قال : نعم لقوله تعالى :