والوقب : الدخول.
وقال بعضهم : الليل غاسق لأنه أبرد من النهار ، ولان في الليل تخرج السباع من آجامها ، والهوام من أماكنها ، وينبعث أهل الشر على العبث والفساد.
(٤) هل للسحر حقيقة وما حقيقته؟ يبدو أن للسحر حقيقة ، وأن حقيقته غير معروفة تماما بالرغم من عوامل مختلفة تتداخل فيه مثلا بعض القوانين الطبيعية غير المعروفة للناس ، قد يكون وسيلة السحر تماما ، كالزئبق الذي وضعه سحرة فرعون فيما يشبه الحبال فتحركت بحرارة الشمس ، وقد تكون حقيقته قوة الروح عند الساحر ، أو استخدامه للأرواح الشريرة ، وأنى كان فان الاستسلام للسحر ولتأثيراته لا يجوز ، بل ينبغي تحدّيه بالتوكل على الله والاستعاذة منه.
(وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ)
قديما كانت العجائز يمتهنّ السحر ، ويخدعن الناس وبالذات النساء ، وكانت هذه الحالة تبعث الخشية في نفوس الكثير مما اقتضى الاستعاذة بالله منهن.
وقد قال بعض المفسرين : ان المراد بالنفّاثات في العقد : اللاتي ينفثن بأفكارهن السلبية في عقد العزيمة للرجال.
إلّا أن أكثر المفسرين رأوا ان المراد بها الساحرات ، وهذا قريب من سبب النزول المذكور لهذه السورة ، على أن ما ورد من روايات في ذلك غير مؤكدة ، لأنها تخالف نزول السورة في مكة ، كما انها تخالف عصمة الرسول ، وأنه بريء من السحر.
(٥) قد تكون للأخطار التي تتوجه إلى الإنسان أسباب معقولة لو تنبه لها استطاع أن يتجنبها ، الا الحسد فإن سببه حالة في نفس صاحبه ، ومن الصعب تجنبه