في الوقت الذي يشكل سببا رئيسيا لمشاكل الإنسان وللاخطار التي تحدق به ، ولكن هل يعني ذلك التراجع عن العمل وعن الانتفاع بنعم الله والتقدم والرقي لمجرد أن هناك من يحسدني. كلا .. بل ينبغي الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى من الحاسد وبالذات عند ما يحسد.
(وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ)
فقد يصرف الله الحاسد عن تحويل حسده الى عمل عدائي ، لان الحسد مرفوع عن الإنسان إن لم يظهره بقول أو بفعل ولا يخلو الإنسان من حسد ، إلّا أن أغلب الناس ينصرفون عن الحسد الى الغبطة والتنافس لما يعلمونه من ضرر الحسد على أنفسهم قبل من يحسدون ، حتى قيل : «ما رأيت ظالما أشبه بالمظلوم من الحاسد»(١)
وقد روي عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ : «إذا حسدت فلا تبغ» (٢)
والحسد كان سبب رفض إبليس السجود لادم ، كما أنه كان سبب أول جريمة وقعت على الأرض إذ قتل قابيل أخاه هابيل حسدا.
نستعيذ الله من شره وشر من يحمله.
__________________
(١) وهو مضمون رواية.
(٢) القرطبي / ج ٢٠ ص ٢٥٩