قال بعضهم : كيف يخلق الله شرا وهو سبحانه خير واسع؟!
وقال آخرون : الوجود حالة غضب إلهي فهو شرّ مطلق! وكلا القولين هراء ، يخالف وجداننا وفطرتنا.
صحيح أن الله سبحانه خلق الكائنات برحمته وخلق البشر ليرحمه ، ولكن المخلوق يبقى ذاته عدما وعجزا ونقصا ، ومن ذلك العجز تعزيز السلبيات ، ولكن يبقى فيه جانب الخير ، حيث تتعلق به تجليات الرب وعطاءه يبقى غالبا جانب الشر ، لان رحمة الله أوسع من غضبه ، وفضله أعظم من عدله سبحانه.
وقد زود الله كل حي بما يجعله يختار جانب الخير ، ويحاذر جانب الشر من نفسه ومن الخلق المحيط به ، والإنسان بدوره مزود بالوحي والعقل والغريزة لكي يتجنب الشر ، والاستعاذة بالله صورة من صور الحذر من الشرور.
(مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ)
ولا ريب أن تنفيذ واجبات الشريعة أحد أهمّ وأبرز صور الفرار من الشر ، لأنها تهدينا الى سبل السلام ووسائل النجاة.
(٣) الليل يهبط بظلامه ووسواسه وطوارقه ، ويتحرك في جنحه الهوام وبعض الوحوش ، وينشط المجرمون والكائدون ، ويستولي المرض والهم على البعض ، وتشتد الغرائز والشهوات في غيبة من الرقابة الاجتماعية ، ويحتاج الإنسان إلى مضاء عزيمة وثقة ، حتى يتغلب عليه وعلى أخطاره ، وهكذا يستعيذ بالله منه.
(وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ)
قالوا : الغسق : شدّة الظلام ، والغاسق : هو الليل أو من يتحرك في جوفه ،