ونعلن ذلك صراحة ، وقال :
]قل[
إذا كنتم أيها الكافرون تستعيذون بالناس وبالأنداد ، بالسحرة والكهنة والجن وما أشبه ، فانني
(أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)
ونتساءل اولا : ما هي مفردات الاستعاذة وشروطها؟ ثانيا : ما هو الفلق؟ الاستعاذة حالة نفسية ، قوامها الخشية من الخطر ، والثقة بمن يستعاذ به ، وهي الى ذلك ممارسة عملية بابتغاء مرضاة من نستعيذ به ، وهي ـ فوق ذلك ـ الثقة بأنه وحده القادر على درء الخطر ، وإنقاذ الإنسان.
اما الفلق فقد اختلفوا فيه اختلافا كبيرا ، فمن قائل : انه بئر في جهنم تحترق جهنم بناره. ـ أعوذ بالله منه ـ الى قائل : بأنه الصبح ، أو ما اطمأن من الأرض ، أو الجبال والصخور ولكن القول الأمثل هو القول الاشمل الذي يقول : ان الفلق هو كل ما خلق الله ، لان الله يقول : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) (١)
ورب الفلق : هو الذي فلق الحبة ، وفلق الصباح ، وفلق الجبال بأنهر ، وفلق السموات والأرض وكل شيء.
(٢) هل ما خلق الله خير مطلق أم شر مطلق ، أم في كل شيء نسبة من هذا وذاك؟
__________________
(١) الأنبياء / ٣٠