الحوض الذي يستقبل ضيوف الرحمن قبل دخولهم الجنة.
بيد أنّ أعظم تأويلات الكوثر هو الكتاب والعترة ، لانّهما الثقلان اللذان خلّفهما الرسول من بعده لامته ، وأمرهم بالتمسك بهما ، وأضاف : «إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض»
وهكذا يكون حوض الكوثر في الجنة أو على مداخلها تجسيدا للكوثر في الدنيا المتمثل بالكتاب والعترة.
ويتناسب هذا التفسير مع سياق السورة حيث تنعت شانئ الرسول بأنّه الأبتر ، ومفهومه أنّ الرسول تمتد عترته وذريته من بعده ، بعكس العاص بن وائل السهمي الذي قيل أنّ السورة نزلت بعد أن قال عن الرسول أنّه أبتر.
وهكذا جاء في سبب نزول السورة : ان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ دخل من باب الصفا ، وخرج من باب المروة فاستقبله العاص بن وائل السهمي ، فرجع العاص الى قريش ، فقالت له قريش : من استقبلك يا أبا عمرو آنفا؟ قال ذلك الأبتر ، يريد به النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ حتى انزل الله هذه السورة (١)
ونجد في النصوص التي تفسر هذه الكلمة إشارة الى أهل بيت النبي ، وكيف يذاد عن حوض الكوثر من ظلمهم من بعده.
فقد أخرج ابن مردويه عن انس قال : دخلت على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فقال : قد أعطيت الكوثر فقلت : يا رسول الله! ما الكوثر؟ قال : «نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب ، لا يشرب منه أحد فيظمأ ، ولا يتوضأ منه أحد فيشعث أبدا ، لا يشرب منه من أخفر
__________________
(١) الدر المنشور / ج ٦ ص ٤٠١.