السائل ، وزرعها بعقدة الضّعة ، فربما دار دولاب الزمن واستغنى السائل
وافتقر المسؤل! كما أن في ذلك إفساد للمجتمع بتكريس الطبقية فيه.
وقد وصّى
الإسلام بالسائل كثيرا ألّا ينهر ، فقد روي عن رسول الله ـ صلّى الله عليه واله ـ :
«ردّوا
السائل ببذل يسير ، أو ردّ جميل ، فإنه يأتيكم من ليس من الانس ولا من الجن ينظر
كيف صنيعكم فيما خوّلكم الله» .
ونهى الإسلام
من السؤال ، واعتبره ذلّا ، ولكنه نهى أيضا عن رد من يسأل ، جاء في حديث مأثور عن
الامام الباقر ـ عليه السلام ـ أنه قال : «لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل
أحد أحد ، ولو يعلم المعطي ما في العطيّة ما رد أحد أحدا» .
(١١) الرزق
طعام الجسد ، وشكره طعام الروح ، ومن فقد الشكر أحسّ بجوع دائم ، أوليس أعظم الغنى
غنى النفس؟
أولئك الذين
يستشعرون الفقر النفسي يشبهون تماما المصابون بمرض الأفكل ، تسري في عروقهم
قشعريرة باردة ولو تحت عشرين دثارا.
والعطف على
اليتيم ، ورد السائل بالإنفاق أو بالكلام الطيب مظهران للشكر ، إلّا أن لشكر نعم
الله مظاهر شتى أمر الإسلام بها جميعا عبر كلمة حكمة جامعة ، فقال :
(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ
رَبِّكَ فَحَدِّثْ)
والحديث عن
النعمة يشمل ثلاثة أبعاد :
__________________