أيضا ، أو تدري لماذا؟ أولا : لان كل الأيتام يحتاجون الى عطف معنويّ ، بينما قد لا يحتاج بعضهم الى عون ماديّ ، ثانيا : لان النهي عن قهرهم يتضمن النهي عن استضعافهم المادي أيضا.
وقد وردت نصوص كثيرة في فضيلة الاهتمام بالايتام والنهي عن ظلمهم ، فقد روي عن رسول الله ـ صلّى الله عليه واله ـ «من مسح على رأس يتيم كان له بكل شعرة تمرّ به على يده نور يوم القيامة» (١).
وقال : «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ، إذا اتقى الله عز وجل» وأشار بالسبّابة الوسطى (٢).
وروي عن رسول الله ـ صلّى الله عليه واله ـ «إنّ اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن ، يقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيّبت أباه في التراب؟ فيقول الملائكة : ربنا أنت أعلم ، فيقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي! اشهدوا أنّ من أسكته وأرضاه أن أرضيه يوم القيامة» (٣).
(١٠) وكما اليتيم الفقير السائل ، أوصى الإسلام به خيرا ، فقال ربنا سبحانه :
(وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ)
ومن عاش ورأى الحرمان ، ولدغته لسعات الجوع كان أحرى باحترام مشاعر السائل كإنسان ، وسواء وفّق لمساعدته أو لا فإنّ عليه أن يتجنب نهره وزجره ، وإغلاظ القول له ، فإن في ذلك إفساد لنفسه ، حيث يشرع في التعالي على الناس والاستكبار في الأرض ، وعبادة الدنيا وزينتها ، كما أن في ذلك إفساد نفسية
__________________
(١) نور الثقلين ج ٥ ص ٥٩٧.
(٢) المصدر.
(٣) القرطبي ج ٢٠ ص ١٠١.