(وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ) (١) وقال : (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ) (٢) وقال : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا) (٣)
وبهذا المفهوم كان الرسول ضالّا عن الشريعة الجديدة ، وليس ضالا عن أيّة شريعة ، وعن الهدى الجديد لا عن اي هدى. هكذا قال بعض المفسرين.
بينما نجد تفسيرا آخر ينسجم مع مقام الرسول : انّه كان ضالة العالمين ، يبحثون عنه ، فهدى الله إليه الناس ، وهذا تفسير أهل البيت عليهم السلام ، وهو إن لم يكن تفسير ظاهر القرآن فلا ريب انه تفسير بطن من بطونه ، أو ليس للقرآن سبعة أبطن؟
هكذا روي عن الامام الرضا ـ عليه السلام ـ في قوله : «أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى» قال : «فردا لا مثيل لك في المخلوقين ، فآوى الناس إليك «وَوَجَدَكَ ضَالًّا» أي ضالّا في قوم لا يعرفون فضلك فهداهم إليك «وَوَجَدَكَ عائِلاً» تعول أقواما بالعلم فأغناهم الله بك» (٤).
وهناك تفسيرات أخرى للآية تعكس اهتمام المؤمنين بمقام الرسول ـ صلّى الله عليه واله ـ وعدم نسبة الضلالة اليه كأن يكون الضلال بمعنى الضياع عن الطريق في طفولته ، أو عند ما سافر الى الشام للتجارة ، ولكن التفسيرين الأولين اولى.
(٨) وكان الرسول يعيش في قبيلة بني هاشم ، التي كانت تتميز بالسؤدد ، والخلق الرفيع ، وتعتبر المرجع الديني في مكة المكرمة ، ولكنها لم تكن ذا مال كبير ،
__________________
(١) يوسف / ٣.
(٢) العنكبوت / ٤٨.
(٣) الشورى / ٥٢.
(٤) نور الثقلين ج ٥ ص ٥٩٥.